دخلت مصر الأسبوع السابع منذ اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا داخل البلاد، أكثر فئة عانت هم الأطباء وأطقم التمريض الذين يبيتون في المستشفيات و المراكز الصحية، دون أن يغفل لهم جفن، رغم خطورة ما يقومون لأجل ملايين الأفراد، و رغم إن لدى العدوى لديهم يتراوح بين ١٩ جنيها و ٣٠ جنيها ولم تطرأ عليه أي زيادة إلى الآن، إلا إنهم لم يقصروا في عملهم وأداء واجبهم لحظة حتى وإن كان ذلك على حساب حياتهم الشخصية والأسرية، بل يواجهون المخاطر بصدر رحب في سبيل الحفاظ على صحة المجتمع.
على الجانب الآخر، فئة عمال النظافة المطحونة، الذين لا يجدون تقديرًا على جهودهم ماديًا أو معنويًا، فراتبهم لايزال يلامس الحد الأدنى والذي نعتبره معدوم الدخل، لكن الشيء الأكثر صعوبة هو ظروف عملهم التي تجعلهم دائمًا عرضة للأمراض بسبب تعاملهم مع القمامة بشكل مباشر دون قفازات على أقل تقدير، ولكن لتكون أكثر شفافية، يتم توفير أبسط الإمكانات لهم حاليًا والتي لسوء الحظ تغطى جانب وتغفل الأخر عن غير قصد.. إنها فقط المحدودية.
ورغم ذلك لم يكلوا أو يملّوا من رفع المخلفات يوميًا بكافة الأفرع والأحياء لمنع التراكمات وبالتالي الحد من انتشار الميكروبات و الجراثيم و حتى الفيروسات أي إن كانت ماهيتها.
و لأننا نعلم إن الشدائد تصنع الأبطال، انتشرت بكثرة حملات تطوعية في الآونة الأخيرة من هذا المنطلق كالأحزاب السياسية، الجمعيات الأهلية، حتى الأفراد العاديين لإنتاج محتوى إليكتروني هادف دون التردد لحظة في القيام بمثل هذه الأعمال الخيرية، أو لتوزيع المستلزمات الطبية، أو الاحتياجات الضرورية للمواطنين من سلع غذائية و خلافه، للوقوف جنبًا إلى جنب مع الأبطال في ساحة المعركة للقضاء على هذا الفيروس المستجد وإحكام السيطرة عليه ومنع انتشاره، فالوعي هو رهاننا الوحيد في محاربة الوباء وكافة الفيروسات التي قد تظهر في وجه العالم.