كلنا نلاحظ وجود تجمعات في أماكن عديدة أخطرها محطات المترو و القطارات، ربما تكن تجمعات غير مقصودة، لطبيعة عمل هؤلاء الأفراد الذين يرتادون هذه الوسائل، ربما لأن البعض منهم قد يفكر في الانتحار في ظل أجواء لا سبيل للخلاص منها سريعًا، والمخيف أن معظم رسائل الانتحار التي نجدها من خلال المنتحرين وطرق قتلهم لذواتهم تُشبهنا، تُشبه مشاعرنا و تفكيرنا جدًا.
لذا، يشعر الكثير مما ببعض الارهاق، فيلجأ لمتابعة الأخبار العامة في ظل ما تمر البلاد من أزمة طاحنة، فيصاب بالاكتئاب أكثر فأكثر، يحاول الفرار فيهيم بمشاهدة الأفلام العربية أو الأجنبية أو الانخراط في المسلسلات التركية وربما الهندية، كلها بدائل تختلف من شخص لأخر على حسب طبيعة كل شخص وأسلوب إدارته لحياته العامة والخاصة على حد سواء.
البعض يظن إنها فرصة جيدة للتقرب أكثر من الله تعالى والصلاة على أوقاتها، اتباع سنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم).
نحن بصدد أزمة، واظن أن البعض يدرك طبيعتها وحجمها، والبعض الآخر فاقد للوعي والإدراك، رغم إنهم كبار بما يكفي لتلقي الفهم والمعلومة بأريحية تامة، ويمكنهم الاعتناء بأنفسهم، لكن علينا إلتماس العذر لهم، إما لحاجتهم وإما لجهلهم..
فلن تصل إلى نتيجة إذا إلا بمنع النزول والغلق التام لكافة المؤسسات مع توفير الأجر المناسب، ومتطلبات الحياة اللازمة لمعدومي ومحدودي الدخل أو الذين يسعون لرزقهم يومًا بيوم حتى يلتزموا بالحجر الصحي الإجباري ويبقون في منازلهم لحين انفراج الأزمة..
وليس هذا فقط، بل هناك ضرورة ملحة لتوفير المستلزمات الطبية والمطهرات والقفازات والمطهرات اللازمة للفئات التي يصعب على الدولة الاستغناء عنها كالأطباء والشرطة وعمال النظافة الذين يتعرضون للمخاطر ليل نهار لخدمة بقية الشعب، و جعله مطمئنًا أكبر وقت ممكن.
وسامحوني على الإطالة، لكنهم ورود ذات روائح عطرة علينا الاهتمام بهم كل وقت حتى لا يذبلوا ونفقد جزء منهم دون وعي منا أو إدراك..