إنتشر فيروس كورونا في إيطاليا و فرنسا ، إنجلترا و ألمانيا تكافحان الوباء بتكتم و المواجع تضرب عائلات بالآلاف ، إستوطن الرعب في العالم و سقط قناع السيطرة و العولمة و التفوق العسكري بسبب فيروس لاتراه العين المجردة
حالات الوفيات ، في إيطاليا تدمي القلب قبل العين و نقل المصابين من بيوتهم يتبعه صراخ و رعب الموت في العزلة ، لينتهي الجسد في أحد أفران الحرق حيث لا يمكن أن تقام المراسم الجنائزية بسبب قيود الحجر الصحي و الخوف من العدوى . أهالي الموتى لايملكون سوى النعي عبر الجرائد و البكاء الصامت في بيوتهم ؛ ليس هناك وداع أخير و ، عزلة الموت و الفقد رهيبة و الرعب يرافق كل حسرة ألم و حزن و كل فقيد أو فقيدة ينذر وداعه بإحتمال الإصابة يتحمل أهالي المفقودين و المصالين الصدمة وحدهم دون مواساة و لامشاركة الأقارب .
إيطاليا تكافح ضد فيروس كورونا الذي تفشى في البلاد وتجاوزت حصيلته ن 3000 وفاة ؛ تعيش أسوء كابوس في تاريخها الحديث . الجيش الإيطالي ينقل الجثث من برغامو و ميلانو احدى أغنى المناطق الإيطالية إلى أقاليم مجاورة أقل اكتظاظا لدفنها أو المساعدة على إحراقها .
فرنسا تطلب من المصابين كبيري السن البقاء في المنزل و عدم الإتصال إلا بعد بداية مرحلة الإختناق نظرا للإطتظاظ الذي تشهده المستشفيات ؛ مرحلة الإختناق هي المرحلة الأخيرة التي تؤدي إلى الموت ؛ كما تطلب من ذويهم عدم الإقتراب منهم و الإتصال بهم هاتفيا فقط . إنتظار الموت يكون في عزلة لايد تمسك بيدك و لاتمسح عن جبينك و ليس هناك وداع و لادعاء بالرحمة .
منذ يومين في مدينة كاركسون ضاحية مونتبليه تم اطلاق دخان عبر الصرف الصحي للعام في تمام الساعة الثانية صباحا دخان تصاعد في حمامات المنازل كأنه خليط لماء النار و الكلور تفاجأ من رآه كأنه حريق يتصاعد دخانه بالحمامات ... هل فرنسا لجأت لتعقيم الصرف الصحي أم لتعجيل نهاية المصابين العزل ببيوتهم ؟ لاأحد ذكر الحادث .
في إمبراطوريات الديموقراطية تساقطت شجرة حقوق الإنسان المزعومة .
سألت أحد شباب المغرب هل تقبل أن يموت أحد والديك معزولا في بيته و لايسمح لك سوى الإتصال به هاتفيا ؟
كان رده : سأحرق المدينة بما فيها قبل أن يحصل هذا .و هل ربي سيرضى عني و أحدهما يحتضر دون أن أمسك يده و أحضنه لأني خائف من الإصابة ؟
إجابة عرفت من خلالها أننا نملك في العالم الإسلامي إيماننا بالقدر خيره و شره وهذا كفيل بأن نشعر بحضارتنا العظيمة بالطمأنينة .
أي وضع هذا يجعل العالم المتقدم على هذه الشكل اللاإنساني و يخترق الرعب قلوبهم قبل الرحمة ؛ صعب أن تترك والدك أو زوجتك أو زوجك او حتى جارك يصارع الموت وأنت تقفل بابك لأنك خائف أن تموت . ظهر جبن هذا العالم و أفتضحت القيم التي ينادي بها المجتمع الدولي سقط الجبروت المادي و السلطوي كما سقطت حضارات قديمة و لم يتعظ الإنسان .
مانعانيه اليوم هو صناعة هذا العصر ؛ من قتل للشعور الإنساني و تجاوز و نكران أن لهذا الكون خالق و له ناموس وضعه رب السموات و الأرض .
فيروس غير مرئي جعلنا ندرك تفاهة أبراج العظمة التي يشيدها الإنسان المعاصر من وهم و دمار لهذا الكوكب .
الدول المستضعفة تشاهد مايحصل في بلاد أسياد العالم مذهولة و مرعوبه : كيف سيكون حالنا لو تفشى الوباء ببلداننا ؟ لاأحد يمكن أن يتصور حجم الكارثة ، لكننا ندرك أن غلق المنافذ و الحجر الصحي هو الوسيلة الوحيدة لنخفف عنا الداء و لتكون خسائرنا أقل .
لانملك مؤهلات الصين و ايطاليا و فرنسا و غيرها من الدول المسيطرة في العالم لكن نملك شيئا لايشترى بالمال و هو إيماننا بالله الواحد الأحد ؛ نملك إيمننا بأنه الوكيل الذي بيده النصر و كلما زاد ضعفنا لجأنا إليه و طمعنا في رحمته الواسعة التي ينعم بها علينا مهما كثرت ذوبنا بإستغفارنا .
لن نحرق أهالينا لأننا على دين يرحم الميت و الحي على حد السواء ، لن نترك نترك أسرنا لأننا على شريعة تحثنا على الرحمة و التآزر كما تطلب منا أن نطيع ولي الأمر فيما فيه صلاح مجتمعنا .فالحظر الصحي ليس إعتباطيا بل هو منعا لتفشي الوباء و حماية لنا من كارثة قد تأكل الأخضر و اليابس .
فدعاءنا لله بالفرج لانستثني منه أي إنسان مهما كانت ملته فالله خير الشافين و ناصر المستضعفين .