مصر دائما فى موعد مع القدر،يمكن القدر يكون قاسى عليها بعض الشئ ولكنها تقف شامخة مثل الجبل لا يهزها شئ،إنها مصر الذى تسطر دوما تاريخها بدماء ابنائها،ورغم ذلك يتؤافد ابنائها ليحملوا شعلة الكفاح جيل بعد جيل رغم علمهم ان حياتهم يمكن ان تنتهى وهم بعز شبابهم،ولكنهم لا يبالوا،فمن عجنتهم مصر من ترابها ولفحتهم شمسها،حتى يحملوا شعلة الكفاح ضد كل من يفكر ان يدنس ارض بلادهم،يظلوا دائما احياء فى ذاكرة امهم البارة مصر،وفى صفحات التاريخ الذى سطروه بدمائهم الذكية.........
يوم الشهيد الموافق 9مارس،انها مصر التى تتذكر كفاح ابنائها دوما،فبعد الاحداث التى حدثت فى 6يونيو1967،كان لابد من تنظيم الصفوف،واعادة دراسة الموقف ولابد من الرد،ونفض عن انفسنا ثوب الكسل والهوان،وثوب الحزن،كان لابد ان نسترد كرامتنا التى اهدرها الكيان الصهيونى عندما احتل الاحتلال الصهيونى الغاشم ارض الفيروز،ولكن يا ويلى من لم يعرف معدن المقاتل المصرى بعد ويا ويلى من خانوا كل القوانين والمواثيق الدولية واحتلوا ارضنا بعد ان قاموا بضرب مطارتنا الحربية،وقاتلوا من وراء حجاب كعادتهم هنا سيكووون لنا وقفه كبيرة مع انفسنا......
…وستبدا صفحة مضيئة من تاريخ الكفاح المصرى،إنها حرب الاستنزاف،،التى مهدت لانتصار اكتوبر 1973..
عبدالمنعم رياض خريج الكلية الحربية وأشهر قائد عسكرى بالقرن العشرين،ابن الكلية الحربية المصرية،شارك بكل الحروب التى وقعت بالنصف الثانى من القرن العشرين كالحرب العالمية الثانية،وحرب فلسطين،والعدوان الثلاثى على مصر،وحرب الاستنزاف التى نال الشهادة بها،عندما قام صبيحة 8مارس بالتوجهة الى الجبهة لكى يقوى عزيمة ابنائه من رجال القوات المسلحة الموجودين على الجبهة،واثناء توجده ببن جنوده،انهالت عليه قوات المدفعية الصهيونية،ومات متاثرا بجراحه بسبب الشظايا القاتلة التى أصيب بها،ووصل لمستشفى الاسماعلية بعد ان لفظ انفاسه الأخيرة....
قام الرئيس جمال عبدالناصر،بترقيته الى رتبة فريق اول،ومنحة نجمة الشرف العسكرية،ارفع وسام عسكرى فى مصر،وقام باختيار يوم 9مارس هو يوم الشهيد تكريما لاحد ابناء مصر المحروسة،الذى بذل الغالى والنفيس من اجل نداء الواجب...
ولقد رثاه نزار قباني بقصيدة اطلق عليها الشهيد..
لقد رحل عن عالمنا الجنرال الذهبى كنا اطلق عليه ولكن سيرته وتاريخه مازال وسطنا يحملنا على الكفاح والجد من اجل ارض مصر،التى مازالت بعد 46 تقدم ابنائها شهداء من اجل قضيتها فى العيش بكرامة ولكى تقطف كل الاشجار الخبيثه من ارضها،ومازالنا نناضل من اجل سيناء التى كتب عليها ان تكون مسرحا لكل من يريد ان العبث باستقرار مصر،ولكن ابنائها لن يتركوهاقبل ان تقتلع اخر ثمرةخبيثة من ارضها مهما طال الزمن فالروح ترخص من اجل نداء الوطن....
تحية وتقدير لكل شهدائنا منذ فجر التاريخ الى الان،فالوطن غالى ومهما استشهد من ابنائها ستظل دمائهم الطاهرة لعنة تطارد كل من اراد لحضارة وادى النيل سوء........