في كلام مصاطب " أمراض الرفاهية "

في كلام مصاطب " أمراض الرفاهية "

لايوجد منا من لايتطلع ويبحث ويعمل للحصول على العيش الرغد والتمتع بالرفاهية ، ونسينا أنا من يقترب من النار ينكوي بها إذا لم يكن حذرا ،

فبالتقدم التكنولوجي المذهل المتسارع وتسابق الدول على نشر ثقافه الإستهلاك والرفاهيه من أجل المكاسب الماديه والاقتصاديه وترويج منتجاتها ، تسببت هذه الإغراءات في نسيان السؤال عن الامراض التي تسببها هذه المنتجات؟ وهذه التكنولوچيات ؟ التى تصاحب الرفاهيه والتي انتشرت بأضرارها نتيجه الفهم الخاطئ للتعامل معها ومع الحداثه والتطوير ،

والتي قد حذرنا منها القران الكريم في مواضع مختلفه ، فقال تعالي " بسم الله الرحمن الرحيم "

(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) [الإسراء:29].

وقوله تعالي (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) [الإسراء: 26-27].

وقوله تعالي (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان:67] صدق الله العظيم .

فالإسراف والإنفاق من أجل الرفاهيه الزائده قد تم النهي عنه بنصوص قرآنيه نظرا لخطورتها ، وتم المنع من أجل صالح الانسان ، ولذلك نجد أنا الإعتدال دائما يجلب الخير ،

فبالنظر للجانب المظلم من الإستخدامات الخاطئه للرفاهيه وجدنا إنتشار الكثير من الامراض بين جميع الفئات العمريه من المجتمعات المستهلكه ، وأصبحت هذه الأمراض تفتك بأطفالها و بشبابها قبل شيوخها ،

وبرغم أنا التطور والتقدم العلمي والطبي ساهم فى الإرتفاع والإرتقاء بمستوي متوسطات الأعمار للرجال والسيدات ، نتيجة إكتشاف الامصال والأدويه وأساليب العلاج الحديثه والتى بعدم إكتشافها كانت تتسبب في الكثير من حالات الوفيات نتيجه العجز الطبي عن علاجها ،

ومع أهمية التقدم والتطور فنجد ان التكنولوچيا والرفاهيه الحديثه ساهمت في ظهور أمراض جديده أشد خطرا على الإنسان ،

فالبدانه والسمنه ساهمت في إنتشار امراض القلب والشرايين وضغط الدم والسكري ، والتي تسبب مضاعفتها أمراض الفشل الكلوي والسرطنات ، وهي نتيجة عوامل مختلفه منها العادات الغذائيه الخاطئه والتى من أسبابها الإفراط في تناول الوجبات السريعه المعروفه ( بالچنك فود ) ، والأطعمه المعلبه ، وتناول الأطعمه الساخنه في المنتجات البلاستيكيه ، وقلة الحركه وعدم ممارسة الرياضه بشكل منتظم ، والإستخدام المستمر لوسائل المواصلات والسيارات الخاصه مما ساهم في تقليل الحركه و المجهود مما يؤثر سلبيا على الأجهزه الحيويه للجسم ،

هذا بجانب إستخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزه اللوحيه واجهزة الهواتف الذكيه التى ساهمت بدورها في إنتشار أنواع اخري من الأمراض كالتوحد والاضطرابات النفسيه والعزله والكبت وبعض انواع الإكتئاب والإنتحار ،

نتيجه إدمان إستخدام هذه التكنولوچيات والاجهزه لفترات طويله فتقل الحركه والاتصال الايجابي مع الاخرين ، وتسبب إنتشار أمراض العيون وضعف الإبصار ، بجانب الجلوس الخاطئ ولفترات طويله الذي يسبب حدوث تشويهات قواميه وزيادة أمراض العمود الفقري والغضاريف وبخاصه غضاريف الرقبه والظهر والتى اصبحت منتشره مع جميع الأعمار السنيه ،

ولقد تسببت هذه الامراض العصريه في زيادة الضغوط على الدول لزيادة الإنفاق على الجوانب الصحيه حيث اصبحت هذه الأمراض تصيب جميع الفئات المجتمعيه المقتدره والفقيره نتيجه ثقافه الإستهلاك المفرطه ،

وإنتشار هذه الثقافات في الدول ذات المستوي التعليمي والثقافي المنخفض ، فأصبحت هذه الأمراض لاتفرق بين الفقراء والاغنياء ، بل قامت الدول المصدره لهذه المنتجات بتوفير منتجات تناسب أصحاب الدخول المحدوده لتغازلهم على الدخول في عالم الإستهلاك مما يزيد من التعقيدات والنتائج السيئه لهذه الممارسات الإستهلاكيه للمنتجات التكنولوچيه والترفيهيه ،

والان يتم إستخدام هذه الممارسات من قبل دول كحروب للتدمير والسيطره علي دول بعينها دون إستخدام الآله العسكريه ،

فقد ساهمت ثقافه الهوس بالرفاهيه والتطور السلبي في نشر فوضي الإستهلاك لمنتجات تسبب الكثير من المشكلات والأمراض لأبنائنا ، نقدمها بأيدينا لهم نتيجة عدم القدره على السيطره عليهم بسبب إدمانهم لهذه المنتجات كالشيبسي ومنتجاته والمياه الغازيه والحلويات بمنتجاتها .. وغيرها من المنتجات التى ساهمت في ضعف بنية هذه الاجيال التي أصبحت عرضه لأمراض كثيره كالسكري وهشاشة العظام وتسوس الأسنان وغيرها من أمراض المناعه والدم والتى تفتك بأبنائنا وشبابنا ، هذا بجانب إنتشار التدخين بأنواعه والمخدرات والتى أصبحت تنتشر بين الشباب والشابات كنوع من انواع التطور والرفاهيه والتقدم بالنسبه لهم ، فتساهم في تدمير هذه الأجيال التي من المفترض سيقع عليها عاتق بناء هذه الاوطان وتعمل على تدمير اسرهم معنويا وإقتصاديا ونفسيا ،

هذه رساله يجب أن ننشرها وندعوا دائما للإعتدال الذي يزين كل عمل وننبذ الإفراط الذي يشين كل تطور .

الكلمات المفتاحية أمراض الرفاهية

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;