حصار الذات بين التقدير والإنكار

حصار الذات بين التقدير والإنكار

لو أننا قمنا بطرح سؤال للعامة وخاصة الذين يخططون لهدف معين و يسعون وراء تحقيق هذا الهدف وسألنا ماهو الهدف من تحقيق هدفك فربما تختلف المسميات أو التشبيهات بإختلاف الثقافات لكن الكل سوف يجتمع على معنى واحد ألا وهو تحقيق الرضا النفسى والسعادة ، فالكل يبحث عن كيف يكون سعيداً والسعادة بالطبع هى عملية نسبية تختلف من زمن إلى آخر ومن شخص إلى آخر وبالرغم من إختلاف نسبيتها لكنها تجعل الفرد سعيداً طالما وجدها وطالما كان الإنسان سعيداً لطالما أحب حياته بكل ما فيها من أناس وأحداث والشعور بالسعادة أيضاً يجعل الإنسان فى أكبر درجات الرضا ذاته

لذلك حتى يحب الإنسان الحياة وجب عليه حب الناس على قدر المستطاع ولن يحب الإنسان الناس إلا إذا أحب نفسه أولاً حتى يحب من حوله أو على الأقل عليه أن يتقبل وجودهم إذا أراد أن يتقبله الأخرون لأن فاقد الشئ لايعطيه لكن يجب أن يفرق الفرد بين كيف يحب نفسه وبين أن يكون أنانياً ويخلص هذا حديث رسول الله (ص) أن تحب لأخيك ماتحبه لنفسك فالإنسان بفطريته خلق إجتماعياً ليتعامل مع البشر والإنسان الإجتماعى هو الإنسان الأكثر توازناً فى المجتمع ومؤثراً فيه كما يتأثر هو بالمجتمع آخذاً منه الإيجابيات وجاهداً على تحويل السلبيات فيه ، وهنا نجد ما يسمى بتقدير الذات والتقدير الذاتى هو التصالح مع النفس لأن مخاصمة النفس تؤدى إلى مخاصمة المجتمع ومن ثم العزلة التى بدورها ستفتح بوابات الأمراض النفسية و التى يليها خطوات تنتهى إما بالجنون أو بالموت

إن تقدير الذات من الملذات التى يستمتع بها كل من قام بتقدير نفسه فالإنسان السوى هو الإنسان الذى يعرف قدر نفسه فيقدرها قبل أن يطلب من الآخرين تقديرها وصدق القائل "رحم الله إمرء عرف قدر نفسه" بمعنى أنه "قدرها بما يناسبها" ، ومن هنا يصبح الإنسان قادراً على تقدير الناس طالما كان مقدراً لذاته فمن يشكر الناس يشكر الله ومن شكر الله فتح عليه الله أبواب الرضا والسعادة

على الجانب الآخر نجد ما يسمى بإنكار الذات وإنكار الذات له أمثلة كثيرة مثل تعامل الأبوين مع أولادهما وغيرها من الأمثلة التى تهدف إلى تقديم الخدمة لمجرد الخدمة حتى وإن لم يتم ذكر إسم مقدم الخدمة لذلك فإن الناكر لذاته هو من أعلى الناس قيمة وأرفعهم قدراً لأنه من الناس الذين لاينتظرون من الناس مقابل لما يقدموه للأخرون من عطاء مستمر جاد وفعال لذلك فإن إنكار الذات فى الإسلام يعنى إلى عدم التعالى وعدم الإفتخار بالأفعال وإن تم نسب الأمر فى التوفيق فيكون لله وصدق سبحانه وتعالى : "وما توفيق إلا بالله " ولابد من الأخذ فى الإعتبار أيضاً أنه من تواضع لله رفع لأنه بإنكار ذاته يعترف بأن وإن كان لديه فضل فهو من فضل الله عليه

الكلمات المفتاحية حديث الذات التقدير الإنكار

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;