لم أبحث عن السعادة قَط ، و إنما عن السكينة .
هي غايةُ سَعيي و وسيلتي الدائمة ..
اتسائل دائمًا لماذا الليّل ؟
الحُزن في الليل ، الدموع في الليل ، حتى الإنتحار سَجلت حالاته في الليل نِسبًا أعلى من حالات الإنتحار نهارًا .
رُبما لأن الصباح يعدهُم بالأمل و يطلب منهم الإنتظار و تحمل الألم ..
في الصباح تبدأ ضوضاء اليوم تدريجيًا في التغطية على أصوات الألم إلى أن تصل ذروتها في وسط النهار ، فتكون الضوضاء بمثابة عازل بين المرء و حُزنه .. ثم تبدأ الضوضاء بالتلاشي شيئًا ف شيئًا إلى أن تختفي من حيث أتت و لا يعود للإنسان سوى نَفسه و صوت الألم .. يرتطم بعضهم ببعض .
عصفوري الأزرق القانط بداخلي أرعاهُ و يرعاني ، تحرر ، رأيته يخرج من داخلي و يُحلق مبتعدًا .. و بذلك أكون قَد فقدت العزيزيّن ؛ عَزيز عَيني و عَزيز قلبي . لكني أعلم أنه بخير ، ربيّته كيف أن يكون بخير ،
و إنْ لم تُقربنا المسافات فقُلُوبنا تَفعل كُل يوم ..
وربما هو الآن يُعلِّم أحدًا آخرًا رقة القلب كما عَلمني مِن قَبل.
يُخبرني الجميع أني أبدو أصغر من سني قليلًا ، و يخبرني البعض أني أبدو أقصر من صوري كثيرًا .
لا أدري لماذا لا يُدرك الحُزن ذلك أيضًا ، أنه كبير ٌ جدًا عليّ أكادُ لا أقدر على حَمله وحدي .. و أنَّه يفوقني طولًا و يتعداني سنًا .
إما أتصالب يوميًا لأبقيه محمولًا فيَسحب رُوحي و يُضعف قُوايّ ، وإما أرفض أحمله و أتركه فيسقُط فوقي و يُنهيني .
و حَسبي دائمًا لعله يُعذبنا ، ليُطّهرنا .
لعله يُسقِط دموعنا لتَغسل قلوبنا ، دعوناك ربّنا ألا تُصرف نظَرنا عن الشعرة التي بين الطاعة و الفَخر بالطاعة .. و بين لِين القلب و الفخر بـ لين القلب .
ابق نظرنا دائمًا ع الحقيقة ، و لا تجعلنا نُزكِّي أنفُسنا أبدًا و لو سرًا بين جوارحنا .