منذ نشوب الربيع العربى وخريف الموت يحلق بعالمنا لم نعد نشم رائحة النسيم كما اوهمونا بنسيم الحرية ، لا نشم سوى رائحة الدم تحيط الاركان العربية واصبح الموت هو الملاذ الاخير يطوف من حولنا يخطف شباب الامة وعنوانها وكأننا بالحروب الصليبية ضد صلاح الدين . وكما اتخيلها حروب المماليك فى الذود عن مصر ضد الدولة العثمانية وهيمنتها على بلاد المسلمين لنهب ثرواتها . حروب وقتل عنوانها الاساسى الفتنه بين الجميع ليسود الظلم ويعم الخراب.
وقد تحققت أهدافهم فى بلدان كثيرة منها ليبيا وسوريا والعراق واليمن . وحفظ الله مصر من شرورهم بفضل عزيمة ابنائها وعشقهم لتراب بلدهم ولم يتبقى لنا بمصر الا العودة لسابق عهدها نعود كما كنا بالماضى يعم الضمير قلوبنا والاخلاص يحيط بأركان شوارعنا بين الجميع نود أن نشعر بمصريتنا فى التنقل هنا وهناك دون خوف من المجهول او من حاضرنا نبحث عن من يشعر بالآلم الذى يحيط صدورنا ويساعد فى علاجه نحتاج الى علاج نفسى يرشدنا كيف ومتى تعود لنا بعدما أفلت رجالها ونسائها من الحروب الصليبية وحروب العثمانيين لتعود لنا وبين أحضانا ننعم بها وبخيرتها لا فرق فيها بين هذا او ذاك حتى نشم الروائح الطيبة وكفانا. رائحة الموت التى تخطف الصغير تاركة الكبير فى نواح وهموم دون معرفة متى واين يحل الخير وينقشع الظلام .