ما زالت اقامة "المستشفى الميداني الأمريكي" في شمال قطاع غزة تثير جدلا في الشارع الفلسطيني حول الهدف الأساسي من وجوده، في ظل العداء الواضح الذي تظهره الإدارة الأمريكية تجاه الشعب الفلسطيني وقيادته
حيث يأتي المستشفى الميداني الأمريكي في الوقت الذي أغلقت فيه الإدارة الأمريكية مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وأوقفت مساعداتها للسلطة الفلسطينية ولوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بعد اعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، واعتبارها للاستيطان غير مخالف للقانون الدولي، للضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بالمشروع الأمريكي المسمى "صفقة القرن"، وللضغط على الرئيس محمود عباس للعودة عن قراره بقطع اللقاءات مع المسؤولين الأمريكيين.
المستشفى هذا المستشفي الذي تم إنشاؤها في سوريا ، كانت مهمته استخبارية وغرفة عمليات ارهابية، وهو سيمارس على حدود غزة نفس المهمة، محطة تصنت وتجسس، في خدمة الاحتلال الاسرائيلي تحت غطاء معالجة المرضى في غزة، ومن ثم تحويلهم الى المستشفيات الاسرائيلية، وتقوم منظمات امريكية متصهينة بدفع التكاليف، مناصفة مع دولة قطر، احد الاذرع الاجرامية ضد الشعوب العربية، وصاحبة الدور الواضح في خدمة مخططات امريكا واسرائيل.
ويعتبر المستشفى الامريكي كمين عدائي قبلت به حركة حماس التي لم تعلق عليه حتى الان، رغم اقتراب موعد افتتاحه حيث تم الكشف عن إقامة المستشفى لأول مرة في 14 مايو/أيار الماضي على لسان سفير تنظيم الحمدين محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، ضمن الحديث عن تفاهمات التهدئة بين حماس وإسرائيل بعد جولة التصعيد في 5 و6 مايو/أيار.
وحينها قال العمادي: "إن اللجنة القطرية ستبدأ أعمال البنية التحتية لإقامة مستشفى ميداني بالتنسيق مع المؤسسة الأمريكية الدولية على مساحة 40 دونما قرب الحدود شمال غزة، في إطار دعم قطاع الصحة، وفق ادعائه".
وحسب ما يتم تداوله فإن إقامة المستشفى الميداني سيكون بتجهيزات متنقلة وليست ثابتة (خيام وغرف متنقلة) على أن يتضمن أجهزة طبية حديثة ويعمل بها أطباء من جنسيات أجنبية لا تعرف جنسياتهم يحضرون عبر مدخل خاص للمستشفي مرتبط بالأراضي المحتلة
بدورها قامت سلطة الأراضي في غزة التابعة لحماس بتسليم اللجنة القطرية لإعمار غزة في 3 يوليو/ تموز الجاري، 40 دونما في بيت حانون على مقربة من المنطقة الحدودية ومعبر بيت حانون/إيرز التي شرعت بدورها في تهيئة الأرض وتجهيزها لإقامة المستشفى.
واعتبرت الأرض التي سيقام عليها المشفى الميداني هي أرض وقف أمريكية ومنطقة عسكرية مغلقة لا يسمح لأحد بالدخول إليها وتم حاطتها بالسياح وربطها بالسلك الفاصل مع الأراضيةالمحتلة ، حيث خلال خمسة دقائق يمكن لإسرائيل أن تسيطر على المشفى، ولا تحتاج لمعرفة من يعمل هناك ومن الذي يدخل فيه لاسيما أن أن القائمين علي العمل بالمستشفي ليس من الجنسيات الفلسطينية بل أمريكية وإسرائيلية من كلا الجنسين .
ويأتي هذا المستشفي ضمن خطوات صفقة القرن الذي يجري تنفيذها بصمت قبل الاعلان عنها لتعزيز الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية فخلال الشهور الماضية كان موضوع المستشفي هادئاً، لكن ومع بداية إقامته فجر موجة من الرفض والاتهامات القائمة، وشعور الفصائل بالحرج، وظهور "حماس" وكأنها محامي الدفاع الوحيد عن وظيفة المستشفى الأمريكي الميداني في القطاع، وتوليها مسؤولية دحض الشكوك والريبة، صار لزاماً البحث عن الطريقة التي تتخذ فيها الفصائل مواقفها؟
ان القاعدة العسكرية الأمريكية في غزة تحت مسمى "المستشفى العسكري". تضع بعض النقاط على الحروف بعد ان بحثت وتدقيق :-
المستشفى هو اسرائيلي وهو ذات المستشفى الذي أدراته قوات الاحتلال لمعالجة مصابين جبهة النصرى في سوريا. لم يعد حاجة له، فتم نقل المشفى بالقرب من شمال غزة وكان فارغ تماما وغير مستعمل. أدارات المشفى مؤسسة اسمها Friendship NGO وهي مؤسسة غير موجودة في العالم سوا في بنغلاديش وبرامجها فقط في بنغلاديش".
فهناك عشرات المؤسسات الأمريكية تحت اسم Friendship ولكن حسب البحث لا يوجد أثر لأي من هذه المؤسسات في المنطقة سوى في هذا الموضوع والمشفى العسكري في سوريا".
فهل تأتي حكاية المستشفى بمثابة «تقدمة» إسرائيلية لحماس، سيما بعد موقفها الأخير المثير لانطباع المستويين العسكري والأمني في إسرائيل حين قررت الاستنكاف عن المشاركة في المواجهة بين جيش الاحتلال و»الجهاد الإسلامي» على خلفية اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا؟ … هل يمكن إدراج «المستشفى» في إطار «إجراءات بناء الثقة» وتوطئة للهدوء التام والتهدئة الشاملة؟ … وهل ثمة من رابط بين بناء المستشفى ووقف «مسيرات العودة»
وهل هذا المستشفى أقيم على أرض غير فلسطينية وخارج قطاع غزة؟ لماذا هذا الصمت من الجميع على ما يجري صمت اهل الكهف؟ وهل امريكا التي أعطت إسرائيل كل شيء وكانت ملكيه اكتر من الملك معها وأوقفت كل مساعداتها للفلسطينيين رق قلبها الان وأقامت هذا المستشفى القاعدة الأمنية المتقدمة
لماذا تحاول أمريكا أن تضع نفسها راعية للإنسانية في الوقت الذي تقطع فيه المساعدات الإنسانية عن اللاجئين الفلسطينيين؟