الشخصية الوطنية لا تنبني بتمنيات ولا بتأملات شاعرية ولا بكتابات سياسية ذات آفاق تكتيكية آنية ولا بمشاعر حنينية رومانسية ولا بقرارات سياسية.
فمن يدقق هذه الأيام فيما يحدث من احداث وتصريحات لبعض الساسة المنتمين الى الاحزاب السياسية على الصعيد الاعلامي والمؤتمرات الصحفية واصدار البيانات،يرى انها تتميز بمنطق واحد ولون واحد ولحن واحد لتحقيق هدف واحد وهو المتاجرة بالوطنية لتحقيق المصالح الشخصية.
وما اردنا ان نبينه، ان هؤلاء احترقت جميع أوراقهم ، ولم تبق في جعبتها من الأوراق لا الكروت المحروقة مثل رفع شعار الوطنية والقضاء على الفساد و خدمة الفقراء واستخدام هذه الشعارات بالباطل بدون اي فعل يشعر به المواطن ..وانتم انفسكم ترون رؤي العين وتسمعون باذانكم فنون الكذب ومعسول اللسان.
فهم يهدفون لادامة الوهن السياسي حتي ينتعش سوق المتاجرة بالوطنية مرة آخري وترويج الفساد السياسي يتم باستهداف الشخصيات الوطنية وابعدها عن المعترك السياسي ثم بشراء الأصوات تارة وتارة أخري أو بما تتطلبها المهنة من امتهان الكذب والنفاق والتضليل علي الناخبين لإدامة هذه الحالة من سوق الاحتكار السياسي لصالحهم بدون التفكير في مصلحة الوطن، وحيث تحل ذكري ٣٠ يونيو في عام ٢٠٢٠ وفيها سيتجرد اكثرهم من الحصانة النيابية ليعودوا الي جحورهم مرة أخري مزمومين مدحورين.
فلزاما على المجتمع أن يقف للتصدى للهجمات التي تستهدف الشخصيات الوطنية والرموز القائدة في المجتمع، والذي يدفعنا الآن وفي هذا الوقت الحساس الذي يمر به شعبنا نرى أن بعض الساسة قد تحالفوا مع شيطينهم لكي لتُسقط الشخصيات الوطنية المحبة لمصر .
وللأسف الشديد فإن الوعي أحيانا بين الناس يكون دون المستوى المطلوب خصوصا عندما يستهدف الشعب بحرب الشائعات ، فيكون للخبر الكاذب وقع في نفوس الضعفاء كما قد يربك الموقف لدى الشارع العام، ولكن هذه الأساليب الخسيسة من الفاسدين مثل نشر اخبار مزورة لاستهداف شخصية وطنية ، وحتى وإن أستطاعت أن تنجح في مرحلة معينة لكنها سوف لن تستطيع في النهاية لكي يلبسون الحق ثوب الباطل وحتما سينهزمون أمام صلابة مواقف الوطنيين الأحرار الذين نذروا أنفسهم منذ ثلاثة عقود أو أكثر لوطنهم الحبيب ولم يحققوا اي ثروات أو مصالح شخصية مثلهم وذلك نتاج حبهم لمصر ارض الكنانة.
وفي النهاية ننبئهم بالاستعداد لشد الرحال ، حيث اصبح ٣٠ يونيو كابوس يؤرقهم في نومهم حيث ويبدو ان ٣٠ يونيو ٢٠٢٠ سيغدو ومعه الكثير من زكريات ستأتي بنهايات لهؤلاء التجار، فكما كان من قبل وتخلص الشعب من تجار الدين فغدا سوف يتخلص الشعب من تجار الاوطان، وستفتح ملفات الحساب فيما تربحوا من المتاجرة باوطانهم ، فصبرا جميلا والله المستعان
أنه لابد ان يحل يوما ما في مصر لكن بحلة جديدة وبديل جديد يحقق التنمية المستدامة التي تسعي إليها مصر وشعبها الوطني والقيادة السياسية .
اما الشخصية الوطنية هي التي تستطيع النهوض بالوطن وبنائه من خلال العمل والأفكار البناءة التى تبنى مجتمع مثقف واعى يحارب الفساد ويحارب الأفكار المتطرفة والهدامة.
الشخصية الوطنية تكون قريبة من هموم الشارع،تحس بآلامه وتتبنى آماله وأن لا تكتفي بالتحليق في عالم المثل والنظريات بعيدة عن نبض الشارع وحركية المجتمع وتكافح التطرف والفساد السياسي
أن أهم سمات الشخصية الوطنية أن تكون ايجابية في حب الخير للناس ونفعهم، يقول – صلي الله عليه وسلم –: (من قضي لأحد من أمتي حاجة يريد أن يسره بها فقد سرني، ومن سرني فقد سر الله، ومن سر الله أدخله الله الجنة).
لكي نبني وطن قوي فلابد من صياغة الشخصية الوطنية حيث يعد هذا أمر له أهمية كبرى في مواجهة الحروب النفسية التي تشنها الدول المعادية والتنظيمات الماسونية والتيارات المتطرفة ومفسدي الحياة السياسة فجميعهم متأمرون علي الوطن وان اختلفت حدة هذا التأمر
فيجب علينا بناء الشخصية الوطنية للمواطن المصرى عامة والشباب خاصة فهم حاملين راية الوطن على أعتاقهم وضرورة معرفة قيمة وطنهم ومقداره بين جميع دول العالم
وذلك يتطلب تضافر وتكامل كافة المؤسسات في مقدمتها الأسرة والمسجد والكنيسة والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام المتنوعة.
أن الشخصية الوطنية الحقيقية تعني بتفعيل مبدأ المواطنة من حسن الولاء والانتماء للوطن،ومحاربة كافة أشكال الفساد وخاصة السياسي والحرص علي أمن الوطن واستقراره وتقدمه، والالتزام الكامل بالحقوق والواجبات بين أبناء الوطن جميعًا، دون تفرقه علي أساس الدين أو اللون أو العِرق أو الجنس أو اللغة
دكتور مصطفي الشربيني.. الامين العام للاتحاد الدولي لخبراء التنمية المستدامة
وعضو اللجنة التأسيسية ومنسق عام الهيئات والروابط الشبابية باتحاد الزراعيين الأفارقة