نظم متحف آثار الوادي الجديد بالتعاون مع مركز النيل للإعلام التابع للهيئة العامة للإستعلامات، وجامعة الوادي الجديد ومديرية التربية والتعليم بالمحافظة، احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر، تحت عنوان " نصر أكتوبر بين أمجاد الماضي ورؤية المستقبل " بمشاركة منصور أدم مدير مركز النيل للإعلام بالوادي الجديد، وطارق القلعي مدير عام المتحف، ود. حنان حجازي وكيل كلية الآداب نائبا عن رئيس الجامعة، والعميد محمد رجب نائبا عن المستشار العسكري، ود. إبراهيم التداوي وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، بحضور لفيف من الآثريين والمهتمين والطلاب.
بدأت الإحتفالية بالسلام الوطني، ثم تحدث مدير مركز النيل للإعلام، أن الندوة تهدف الي ترسيخ الهوية المصرية فى نفوس الأجيال وحب الوطن وتعريفهم على تاريخ وحضارة بلادهم وقصص وبطولات حرب أكتوبر العظيمة، مؤكداً أن هدفنا من الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة هو توصيل رسالة مباشرة لأبنائنا من النشء بمراحله الابتدائية والإعدادية والثانوية وحتى الجامعية، لما قامت به قواتنا المسلحة المصرية من بطولات وتضحية، وأن ما قدموه من تضحيات غالية يجب أن يكون نصب أعيننا فى ضوء ما تواجهه مصرنا الحبيبة من تحديات وأخطار خلال تلك المرحلة، التى تتطلب تكاتف الجميع وراء قواتنا المسلحة الباسلة.
ومن جانبه إستعرض القلعى مدير عام المتحف تاريخ الجيش المصرى وتاسيسه عبر العصور، مشيرًا إلى أن القُوّات المُسَلَّحَة المِصْرِيَّة هي القوات المسلحة النظامية لجمهورية مصر العربية وتعد أقدم الجيوش النظامية في التاريخ، حيث بدأت أولى حروبها عام 3400 ق.م. على يد الملك مينا من أجل توحيد مصر، موضحاً أنه أنشئ أول جيش نظامي في العالم في مصر، وأصبح أقوى جيش في العالم وبفضله أنشأ المصريون أول إمبراطورية في العالم الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً، وقد كان ذلك هو العصر الذهبي للجيش المصري، وقدمت العسكرية المصرية القديمة العديد من القادة العظام، وكان نقطة قوة الجيش المصري أن قوامه الرئيسي كان من المصريين وليس المرتزقة الأجانب، وذلك من خلال نظام الخدمة الإلزامية والاستدعاء للخدمة أثناء الحرب. وكان الجيش يتكون من المشاة والعربات التي تجرها الخيول الرماحين وجنود الحراب والفروع الأخرى والأسطول الذي كان يحمي سواحل مصر البحرية كلها إضافة إلى نهر النيل.
وخلال كلمتها قالت د. حنان حجازي وكيل كلية الآداب جامعة الوادي الجديد، عندما نتحدث عن الجيش المصري علينا جميعآ أن نعي بأننا نتكلم عن القوة والبطولة والتضحية وإنكار الذات، والحب المجسد لتراب الوطن وحماية شعبه، أري بأن كلمة الجيش المصري ليست بالسهلة، وعندما يضيق الحال ب الأمة العربية والمصرية ويشتد الحبل، ويضل الرفيق، ويغيب الصديق، فلا تجد رفيق ولا صديق ولا معين بعد الله إلا الجيش المصري، دائمآ وأبدا هو الذي يتعرض لمواجهة الصعاب برجال أوفياء وقادة عظماء، تجدهم يجتمعون في أوقات عصيبة، والجملة الوحيدة المفيدة هنا لحل المعادلات الصعبة هي الجيش المصري،
وأكدت حجازي، بأن هذه ليست مبالغة، بل هي عين الحقيقة، موجهآ كلامه لمن لا يدرك هذا الأمر عليه أن يقرأ التاريخ جيدآ، مضيفةً بأنه لا يجد إلا الجيش المصري هو القادر علي الحسم، و لا يقبل أبدآ أن يخيم الليل والظلام علي المنطقة العربية، لأنه جيش وطني قوي النصاب وليس من المرتزقة أو متعددي الجنسية، فالجندي والقائد والجنرال من أبناء نسيج الوطن الواحد من أبناء مصر.
وفي كلمته أشار التداوي، الي ضرورة إستثمار روح حرب أكتوبر بالعمل علي التكاتف في شتي المجالات وان يسير الجميع علي نهج القادة العسكريين، باحترام الوقت، والصبر، والعمل الجماعي مع إنكار الذات ذاكرآ بأننا لم نسمع قط عن القائد الفلاني صمم كذا أو صنع كذا ولكن دائمآ نسمع من قام وأنجز، ونفذ هو الجيش المصري والقوات المسلحة دون المجد لأشخاص، علينا جميعآ أن نتحلي بهذه الصفات العظيمة، أنظر لمناهج الأكاديميات العسكرية العالمية، التي أحتارت في قوة تحمل الجندي المصري وكيف صبر حتي حول الهزيمة الي نصر،
ووجه وكيل تعليم الوادي الجديد، رسالته للحضور قائلا علي الجميع ان يستلهم هذا النصر من جديد وخصوصآ بأن الدولة تبني من جديد وعلينا جميعآ بالعمل والصبر، وأن نضع إنجازات الجيش المصري نصب أعيننا كيف كان كيان مهمل ضعيف ليصبح ثاني أكبر جيوش المنطقة ومصنف ترتيبه عالميآ، وأخص هنا الشباب المصري عليه أن يبدأ كما فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي وعلي جميع طوائف المجتمع المصري أن تسلك درب الرئيس لنرتقي بمصرنا.
من جانبه أشار العميد محمد رجب ، أن الفضل الأول في النصر العظيم هو الشعب المصري، وليس الجيش وحده، ليفيق العالم في 6 أكتوبر 1973 علي زلزال حقيقي، تعاون فيه الشعب مع الجيش فإذا كان أبطال القوات المسلحة عبرت القناة وأستردت الأرض، ودمرت خط برليف الذي أكد الخبراء إنه لا أحد يستطيع تدميره إلا القنبلة النووية، ولكن إرادة الله وقوة تحمل ومصابرة الشعب المصري العتي، وراء هذا الإنتصار المخلد وبعث رسالة بأن ما نعشيه الان من ظروف اقتصادية وتحديات سياسية، تشبه فترة اكتوبر، مؤكد أن النصر تحقق بوقوف الشعب خلف الدولة وجيشها، مشيراً إلى إننا نمر بفترة عصيبة واصطفافنا على قلب رجل واحد سيكون سد منيع لإحباط أى مخطط خارجى.
وحول الإعلام العسكري ألقت الدكتورة فاطمة طه الأستاذ بقسم الإعلام كلية الآداب جامعة الوادي الجديد، محاضرة جاء فيها " الإعلام العسكري المصري، فرع متخصص في مجالات الإعلام العام للدولة، بل وأحد أدواته وليس منفصلا عنه، فالإعلام الحريي عبر عن الدور الذي تقوم به القوات المسلحة من أجل تنفیذ الهدف السياسي العسكري للدولة ودعم الفكر الحربي لدى قوى الشعب وقواته المسلحة، وكذا لمواجهة الدعاية المعادية من القوى الخارجية المناهضة للدولة.
موضحةً أنه يمكننا القول بأن الإعلام الحربي، هو الإعلام الذي يمثل أوجه النشاطات الاتصالية والتي تستهدف تزويد الجمهور الداخلي والخارجي بكافة الحقائق والأخبار الصحيحة عن القوات المسلحة، من أجل تكوين رأي صائب لدى الجماهیر عن مدى كفاءة وقد ارت هذه القوات، وفي الوقت نفسه مواجهة الإعلام المعادي.
شارك فى تلك الاحتفالية طلاب جامعة الوادي الجديد وكذلك طالبات مدرسة الأمل الابتدائيه، حيث شملت فعاليات مجموعة من الفقرات الغنائية الوطنية، التى تألق فيها جميع الطلاب، وكذلك أبن المتحف المطرب سامح عبدالعزيز الذي أشعل مشاعر الحضور بأدائه الوطني العالي، كما تم عمل مسابقة تفاعلية مع التلاميذ .