إن الحياةَ بمرورها ترفع الستار عن ثلاثة أنواع من البشر تتعامل معهم.. أنت واحدٌ من تلك الأنواع في نظرهم حتمًا لا محالة..
فقد يقابلك في حياتك بشكلٍ يومي العديد من الأشخاص.. هناك من يكون حضورهم عابرًا، فيمرون على قلبك مرور الكرام.. ثم يرحلون..
وهناك من تتعمق بينكم المشاعر وتترك بصمتها في كل جنبات حياتك.. وتلك الأنواع من البشر أنت حيالها تكن مُرتاح الأسارير.. لكونهم نماذج واضحة من البشر..
لكن أرجوك انتبه...
فهناك نوعٌ من البشر اقتحامهم يحمل في جنباته أشياءًا..وأشياء..
فأنت لا تعدو لهم كونك فزورة.. لغز.. فهذا النموذج من الأشخاص يُلِّحون عليك في التقرب أكثر من النموذجين السابقين..وأنت تساعدهم بفضل ذكائهم أن يتخللوا في ثنايا نفسك.. وفي تلك المرحلة هم عاشقون لك.. لأنهم ما زالوا يشكّلون عنك معلوماتٍ.. وحينما تكتمل معرفتهم المحققة عنك ويستطيعوا تشكيل قاعدة راسخة عن بناء شخصيتك..
هنا.. تكمن قدرتهم في فك طلاسم اللغز الذي حيرهم..وبذلك يكونوا قد قاموا بحل الفزورة..
وأيضًا يبدءون في تحطيم ذاتك..
لأنهم لا يرغبون في البقاء معك.. أنت لا تعدو لهم عن كونك فزورة..
ولكن كيف تعرف هؤلاء الأشخاص؟
إن من يريدونك فزورة سيُلِّحُون عليك بشكلٍ يومي وسريع كي يظلوا جوارك..
وفجأةً.. وبعدما تكون قد تعودت على جوارهم.. تجدهم لا يُعيرونك اهتمامًا إلا حينما يريدون.. ومثل هؤلاء الأشخاص سيتركوك حتمًا بيومٍ من الأيام..
لا تساعد أحدًا لتكن في حياته مجرد فزورة..
لاتكن معوّل هدمٍ لذاتك..
وحينها ستقف حائرًا مشدوه النفس.. سائلًا نفسك : ماذا فعلت أنا معهم كي يرحلوا؟!
فقط.. أنت من ساعدتهم على الرحيل.