ويأتى موسم المدارس والشتاء الذي تستعد له الأسر المصريه كل عام بالقيام بالتوفير أو الإستقطاع لأجزاء من المصاريف الشهريه للأسره ، أو بالإشتراك في جمعيات مع الأهل والاصدقاء وبشرط الحصول عليها فى فترة دخول المدارس ، ومنهم من يقوم بالإقتراض أو السلف ، وقد تلجأ بعد الأسر الي بيع بعض المقتنيات او المشغولات الذهبيه الخاصه بوالدتهم لكي تغطي المصروفات المدرسيه السنويه ، وذلك من شددة حرصهم على تعليم ابنائهم ، وأخرون يقومون بفك مدخراتهم التى يطلقون عليها ( الارش الابيض اللي بينفع في اليوم الاسود ) لتغطيه المصروفات التعليميه ،
الموسم الأصعب ضمن المواسم المختلفه التى تمر على الأسر المصريه من أعياد ومصايف ورمضان و.....غيره والتى تعتبر ورد سنوي يجب الإستعداد له بين كل الطبقات ،
وموسم الدراسه هو الأصعب في ظل الإرتفاع الكبير في الأسعار والتى لا تتلائم مع المرتبات وبخاصه للطبقات الفقيره والمتوسطه وطبقة الموظفين الحكوميين ، ووصلت الشكوي للطبقات الغنيه ، وأصبحت الأسعار تأكل الأخضر واليابس بمستلزماته من زي مدرسي وملابس وأحذيه وشنط ومصاريف مدرسيه للمدارس الحكوميه والمدارس الخاصه التى أصبحت المصاريف فيها حدث ولا حرج ، بجانب الكتب الخارجيه والمستلزمات المكتبيه والدروس الخصوصيه والمصروف اليومي والمواصلات والسندوتشات و.... وغيره ، ومع كل هذا ياتي الأسبوع الاول من الدراسه بقائمه جديده من الطلبات كشاكيل ودفاتر وكرسات متنوعه بمواصفات وتجليدها بألوان مختلفه ومواصفات ، والفونج ليتر اللي مش عارف هو ايه؟؟ ، وورق A4 ولوحات بنر للأنشطه يتم عملها عند الخطاط او المكاتب ولا تمت للأنشطه باي صله ومبالغ ماليه تطلب لتزين الفصول والتبرعات لشراء مراوح للفصول وكتب لعمل مكاتب بالفصول ( وخد عندك ومتعدش ) ،
وهنا نضع أولياء الأمور بين نارين نار عدم القدره على تحمل مصاريف إضافيه نتيجة الإرتفاع المرعب للأسعار ونار خوفه على إبنه من سماع كلمات تكسر بخاطره وسط زملاءه فيكره التعليم والمدرسه،
وتستمر المطحنه فى طحن وتكسير مقدرات الناس مع حرصهم على محاوله توفير مستلزمات ابنائهم لحرصهم على تعليمهم تعليم جيد ينتج عنه مجتمع متعلم يساهم في بناء الوطن ،
ولذلك نطلب من المعلمين والمعلمات في المدارس ، التقليل من الطلبات الكثيره والتى منها الكثير لافائده منه لانكم ( معنا في مركب واحد ) وتعرفون وتشعرون جيدا بضغوط الحياه وصعوبتها ، لدرجة أن هناك بيوت تسير بالكاد ولا تجد الطعام ولا الملابس ،
فرجاء منكم مراعات الطلاب التى تتأخر في دفع المصروفات وعدم إحضار المستلزمات المطلوبه وألا يتم توبخهم أو تفكرهم بها أمام زملائهم ، لانهم في الغالب لم ينسوا إحضارها ولكن أولياء أمورهم لايستطيعون توفيرها لهم أو لوجود مشاكل أسريه تمنعهم ضمن منظومة الأمراض المجتمعيه المنتشره او لحالات اليتم ،
فالتيسير والتسهيل يجب ان ينبع منكم كتربويون مهنتكم التربيه والتعليم وأنتم أيضا تعيشون نفس المشكلات ولديكم أسر بها ثلاثه واربع طلاب وأكثر في مراحل تعليم مختلفه وتعانون وتشعرون بمن يعاني ،
ونوصيكم أساتذتنا المخلصين الشرفاء أن تقوموا بالشرح للطلاب في المدارس كما تقومون به في الدروس الخصوصيه لكي يبارك الله لكم في صحتكم وأولادكم ، فهناك طلاب لا يستطيع أولياء أمورهم إلحاقهم بالدروس الخصوصيه فهم يوفروا لهم الطعام بالكاد ،
وأخيرا أهمس في آذن كل معلم ومعلمه ،
قبل أن تعلم طلابك إبحث عن مفاتيح قلوبهم ، فإذا أحبك طلابك سيتعلمون بحب ، فكن إنسان قبل ان تكون معلما ، وأحظر أن تكسر قلب يتيم أو فقير ، ليس له ذنب سوي إنه خلق فقيرا ، فرحم الله الأساتذه المخلصين اللذين أدركوا أن العلم رساله قبل أن يكون مهنه أو تجاره ، وإن كان تجاره فهو تجاره رابحه مع رب العالمين .