علم الطاقة ما بين جدودنا وأبائنا والماضي والحاضر

علم الطاقة ما بين جدودنا وأبائنا والماضي والحاضر

لم يكن بمخيلتي يوماً وجدتي تقول لنا قوموا ورشوا البيت بالماء والملح لأن هذا يذهب الحزن.. أو على الناس ألا تترك العنكبوت عالقًا بالحائط.. أو... أو... أن تصبح تلك الأشياء بيومٍ ندءات كونية تلوذ من الماضي ذاهبة نحو المستقبل.. فتتراص رصًا في مراجع وكتب تسمى علم الطاقة.

هؤلاء الناس بفطرتهم البسيطة كانت لديهم كل العلوم التي مابرحنا يومًا أن نسميها خرافات.. فما أعجلنا بالحكم على تأويلات السابقين!..

لقد كان كل رجلٍ وامرأةٍ من تلك العهود محنكين مثقولي الخبرة دونما علمٍ قد انسل بعقولهم.. دونما شئ.. فسبحان من علمهم!

وقد يحضرني موقف مدهش لأبي حينما كان يأتي من العمل وأنا تلك الطفلة الصغيرة التي لم تتعدَ السادسة من سني عمرها...وقد استشري في جسده ما يستشري داخل جسد كل الآباء الثكالي من كثرة العمل.. فأراه من بعيدٍ مثلا يمسك بأحدي ركبتيه أو يديه...فأقترب منه بفطرة الأطفال البريئة قائلةً: ماذا ألمّ بك يا أبي؟

فيقول لي: لا شئ هذا المكان يؤلمني ثم بيمسك بيدي الصغيرة ويقول لي: إذا وضعتي يدكِ على هذا المكان سيخف.. فأضع يدي على موضع الألم من يديه أو رأسه وأتمهل.. وهو ينظر إلىَّ مسترخيًا.. ثم بعد بضع دقائق يقول لي: آهٍ.. لقد بدأ الألم يزول بالفعل...

لم أكن أدرك ما يفعل حينها، ربما قد استعصي على فهم ذلك.. ولكن كنت أضحك مازحةً... ثم يأتي العلم بعد ذلك ويثبت أنه إذا تم وضع يد من تحب على موضع الألم فسرعان ما يبدأ الألم بالانسحاب تدريجياً..

وجدتي التي كانت بشكلٍ يومي تنظف البيت بالماء والملح.. كنت أضحك مازحةً قائلةً لها : ما تلك الخرافات يا جدتي؟ ولكن لا أعلم لماذا باليوم الذي كنت به بالطريق لدارها وقد استبد بي الهم، سرعان ما تنبسط أساريري بمجرد أن تطأ قدمي دارها وأجد شيئًا جميلًا ينبعث من من كل زوايا حُجر دارها..

ثم يأتي علم الطاقة ويثبت أن تنظيف البيوت بالماء والملح بدلًا من المنظفات مرتفعة الثمن يطرد الطاقة السلبية ويحل محلها بطاقة إيجابية تترك آثارًا جميلة بالنفس..

إن كل ما قاله السابقين يُسطر بماء الذهب مُعنونًا بعناوين أكثر شياكة...

لقد علمتني الأحداث ألا أحمل ما يقوله الكبار على محمل التهكم أبدًا مهما بدا بسيطًا أو تافهًا..إلا بعد تدقيقٍ فيما تخرجه أفواههم.. ربما ما يقولون سيترك بصمة في ثني المستقبل نحن لا نعلمها.

الكلمات المفتاحية عالم الطاقة الماضي الحاضر

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;