فى نفس الوقت الذى نحارب فيه الإرهاب ونتصدى له بكل أسلحتنا المختلفة بما فيها السلاح الفكرى من خلال بث كل مايبعث الطمأنينة فى نفوس المدنيين ويفتت هدف الإرهاب الذى هو تقسيم فكر الشعب المصرى خاصة والعربى عامة ، نجد على الوجه الأخر سلبيات تؤدى إلى خفض نسبة الطمأنينة على أقل درجاتها فى نفوسنا بالداخل ، وهى كثرة وضع الحواجز والصدادات الحديدية والأسمنتية حول الكنائس والبنوك ، بالتأكيد هو هدف أمنى من الشرطة والجيش وبالتأكيد نحن جميعاً لانخالف الهدف بل نساعد على تحقيقه حتى تتم عملية الإستقرار الأمنى للبلاد ، ولكن من وجهة نظرى و التى كانت نتاج شعورى السلبى المستمر كلما سرت بشوارعنا لقضاء حاجاتى ، وكلما وجدت كمائن مستمرة كلما شعرت بالأمان من ناحية وشعرت بسلبيات فى نفسى على الوجه الأخر فلو إستعرضنا الموضوع بشكل أدق فى سؤال : هل نحن جميعاً "إيد واحدة" مسلم ومسيحى فى وطن واحد ؟ تكون الإجابة نعم مضيفاً عليها أن " الجيش والشرطة والشعب" إيد واحدة ، ولكن طالما كان الموضوع هكذا فلماذا لاتفكر الجهات الأمنية و التى خططت لوضع حواجز وكمائن على البنوك والكنائس بأن الطمأنينة ربما تتراجع بالسلب فى نفوسنا مسلمين ومسيحيين والسؤال : ممن يتم حماية المسيحيين فى بلدنا ؟ إذا كان المسلم والمسيحى يعيشون فى بيت واحد وعمارة واحدة وبرج واحد وزملاء عمل يعملون فى مؤسسات ومصالح واحدة وليس هناك خلافات بين الفصيلين داخل البلاد ، فلماذا تأتى السلطات بكسر هذا الترابط بشكل غير مقصود وغير مباشر عندما تفرق بين الكنيسة وتؤمنها بحواجز حديدية وكمائن على بوباتها وكذلك الأقسام والأبنية الأمنية المختلفة مما يولد شعور يتنافى مع شعار " كلنا إيد واحدة " وبالفعل يولد بعض الخوف فى نفوس المسيحين تجاه المسلمين ، ناهيك عن غلق أى شوارع محيطة بكل الجهات التى تم ذكرها و التى تعمل على إتساع حلقة الإختناق المروري فى أهم الميادين إذا كان الموضوع شكلى حتى يصل للعالم رسالة أن بلدنا مؤمنة حدودياً وداخلياً فإن الرسالة ستصل بصورة أفضل للعالم الخارجى وتبث الطمأنينة فى العالم الداخلى عندما يتم إزالة الحواجز والصدادات الإسمنتية وتعود الكنيسة بجوار المسجد دون حاجز