عُذرًا ليست كل الأماني ممكنة

عُذرًا ليست كل الأماني ممكنة

ربما يسير الإنسان بدربه بالحياة محاولًا التكيف مع ظروف بيئته قاهرًا تلك الظروف تارة.. مستسلمًا لها تارة.. الأهم أنه يساير الركب.. وإصرار الإنسان على مسايرة ركب الحياة في حد ذاته سعادة كامنة هو لا يلمسها إلا بمجرد أن يتمنى أمنية مستحيلة ثم يعاود رؤية حياته بمنظور آخر ليري ما حدث بها....

إن كل أحلام العالم ممكنة... تلك الأحلام التي يضع بها الإنسان رأسه على وسادته سواءًا بحال اليقظة أو السُبات العميق... ثم يطلق العنان لخياله ليحقق كل شئ.. كل شئ.. بلا قيود.. بلا إدراك للزمان أو المكان.. الأهم أنه يثأر لذاته ليحقق كل ما يريد في تلك الأرض الرخوة...

ولكن... لنتوقف قليلًا.. ليست كل الأماني ممكنة... حقًا إن الإنسان إذا أراد شئًا وظل يُقحمه إلى حيز تفكيره يوميًا ولو قبيل أن ينام... ويرى نفسه رؤية الخيال أنه يقدر... مع الوقت سوف يقدر...

هب أنك التحقت بعمل وأثناء مرورك بالحياة تراءي لك مشروعًا هو من أعظم المشاريع التي تُعلي شأنك بالمجتمع، وظننت في نفسك أن هذا محال... ثم بدأت تضع هذه الأمنية في حيز تفكيرك كل يوم لمجرد ربع ساعة.. ستجد ذاتك تلقائياً بدأت بالسعي والعزيمة... ومع الوقت ستُراك قائدًا لهذا المشروع بكل فخر....

حتى الآن لم نختلف... لا توجد مشكلة.. المشكلة هي أن تتمنى ما هو مستحيل.. فأنت في هذا الحين انتويت أن تلملم سعادتك وتطرح بها في بحرٍ هائجٍ مائجٍ ذي أمواجٍ عاتيةٍ سيبتلعها ولا يعيدها لك أبدًا.. هل بإمكانك وأنت تسبح بمهارة في بحر الحياة أن توقف حياتك وتتمنى أن تعود أمُّكَ المتوفاة على قيد الحياة مرة أخرى؟! ... حِن للماضي كما شئت ولكن أن تجعل هذه الأمنية تلح على عقلك وبشكلٍ يومي حتى تُفقدك لذة الحياة؟!

هل بإمكانك أن تتمنى أن يرزقك الله بتوأمتين من زوجتك التي تحبها وتعشقها ويقل إقبالك على أعمالك من أجل تلك الأمنية التي مابرحت تسيطر على كل تفكيرك؟! وأنت من قمت بنفسك بالإشراف على عملية استئصال الرحم لها؟!

هل بإمكانك أن توقف حياتك من أجل حبٍ وأنت على تيقنٍ تامٍّ أنه من المستحيل أن يضحي واقعًا؟! وتنسج من هذا الحب خيوطًا ذهبية لتغلغل بها سعادتك وتجعلها قيودًا على أحلامك وطموحاتك وحياتك؟!

عِش الواقع مُتكيفًا.. واحلم وتمني كما شئت... ولكن لا تسلب منك تلك السعادة التي بِتَّ تبني لها سنينًا دأبا... أو ما توهمت أنها السعادة...

لا تتمنى أبدًا ما هو ليس ممكنا وعِشْ السعادة التي بين يديك تحت طائلة أي ظروفٍ.

الكلمات المفتاحية عُذرًا ليست كل الامانى ممكنة

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;