المرأة في مصر ليست نصف المجتمع بل جاوزت النصف بكثير، فقد زاحمت الرجال في قاعات الدراسة، وفي الشركات والمصانع، وعلي منصات التكريم، وفي الإجتماعات والتدريبات، فلم يعد شئ في مصر عزيز علي المرأة.
والمرأة المصرية الحقيقة هي التي تقف بجوار أسرتها سواء زوجها وأولادها، أو والديها وأخوتها وتساعد وتدعم وحدة المجتمع ، وتكافح مثل الرجل سواء في عملها أوبيتها.
أما النساء اللواتي تطالعنا علي الشاشات بدعوات إلي تفكيك الأسرة أوخروج عن عادات وتقاليد المجتمع بأفكار مقتبسة من الغرب تخالف قيمنا وثقافتنا وديننا، فلا أعتقد أن مثل هؤلاء يمثلن المرأة في المجتمع المصري.
فمنذ نعومة الأظافر ونحن نشاهد جداتنا يساعدن أجدادنا في الحقول بلا كلل أوملل، لم تكن الأسر مفككه ، ولم تكن محاكم الأسرة تكتظ بقضايا الطلاق بدون مراعاة لم يصير إليه وضع الأبناء بعد الطلاق.
لم نكن نقرأ عن هذه الأرقام المرعبة من حالات الطلاق في مصر، لاننكر أن المرأة لم تكن لها هذه المساحة الحقوقية الكبيرة، ولكن هل نحن علي موعد مع أختيار بين حقوق المرأة وأستقرار المجتمع ؟
أعتقد أن المرأة القوية هي التي تستطيع أن تحافظ علي أستقرار الأسرة، لا التي تسارع إلي الإنفصال وتعيش بمفردها بزعم أنها تعتمد علي نفسها بينما من يدفع ثمن ذلك كله الأبناء.
وفي ذلك كله أعتقد أن الأزواج (رجالا ونساء) في حاجة إلي دورات مكثفة قبل الزواج عن أهمية الأسرة وكيفية المحافظة علي إستقرارها، وكيفية مواجهة العقبات اليومية التي لابد أن تظهر في حياة الأسرة، وتغليب صوت العقل بدل من القرارات السريعة التي تتسبب في إنهيار الأسرة، وتخرج لنا أجيال عدوانية تكره المجتمع وتنقم عليه، وربنا يصلح حالنا.