لم يستطع العلماء والباحثين في النفس البشريّة الإلمام بدراسة النّفس ومكنوناتها وخباياها بشكل متكامل ودراستها بأسس ثابتة ويقينية .
وذلك لان النّفس البشريّة تتصف بشدّة بالغموض ، وعندما يظنّ علماء النفس أنّهم بلغوا حقيقتها وأحاطوا بها علماً وعلموا أسرارها تبيّن لهم أنّهم ما وصلوا إلا للقليل عنها ، وذلك لان النفس البشرية متغيرة ومتحولة حسب الظروف التي تقع فيها وحسب معتقدات هذه النفس وما تحتويه .
والنفس البشرية لها إرادة للرقى والتزكية والتطهير ...
وأنواع النفس البشرية في القرآن الكريم :
1- النفس اللَّوامة : و هي التي تندَم بعد ارتكاب المعاصي و الذنوب فتلوم نفسها ...
2- النفس الأمارة : و هي التي تأمر الإنسان بالسيئات .
قال تعالى : { وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
3- النفس المطمئنة : و هي النفس الآمنة التي لا يستفزها خوف و لا حزن وهي الطائعة لأوامر الله و المشمولة بعناياته . قال الله تعالى : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ }
4- النفس الراضية :
وهي النفس التي رضيت بما أوتيت .
قال تعالى : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } .
5- النفس المرضية :
وهي النفس التي رضي الله عنها .
قال تعالى : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } .
6- النفس المُلهَمَة : و هي النفس التي ألهَمَها الله عَزَّ و جَلَّ الخير والشر .
قال تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } .
وقالوا في تعريف النفس ::-
هي كيان الإنسان وأساس وجوده وما يدل على تأثيره في بيته وعمله ومجتمعه.
وتعرف النفس أيضا :- بأنها كافة الأعضاء الخارجية والداخلية التي تكون الإنسان الحي وتجعله قادرا على التفاعل مع البيئة المادية المحيطة فيه ..
ويستنتج من ذلك أن النفس وجسم الإنسان عنصران كل منهما يكمل الاخر .
ولا يتحقق دور الأول إلا بوجود الثاني والعكس الصحيح.
النفس والضمير ...
فالضمير هو الذي يَنْهَى النفس عن فعلِ السوء ويذكرها بالشرع أوامر ونواهي ، يقول تعالى -: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41]
والنفس متغيرة مابين خير وشر .
والنفس تعمل احيانا لإيجاد الخدع لتخدع الضمير لتقوم بمهمَّتها بدون معكِّرات أو منغِّصات.
وهناك عَلاقة بين الضمير والنفس .
النفسَ هي التي تُصدِر الأوامر العُلْيَا ولديها القدرة على صنع القرار و هي التي سوف تُحَاسَب في الآخرة إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر .
وهذه النفس التي تحمِل داخلها كلَّ هذه المتناقضات كيف لها ان تعيش بسلامٍ مع بعضِها البعض؟
ولكي يعم السلام بين أعضاء هذه النفس لابد من وجود مجموعة من القيمٍ والمبادئَ والتشريعات لكي
تنسق الاحوال والافعال داخل النفس ...
والقيم والمبادئ والتشريعات تختلف حسب البيئة وحسب المعتقدات وحسب التطلعات والطموح والاهداف فالانفس تختلف وكذلك تتغير بتغير الحاله :- ( حب واشتياق وغضب وكره وحقد وحسد ...الخ )
فمن الصعب ايجاد دراسة ثابتة ويقينية للنفس البشرية لان طبيعتها وسلوكها دائم التغيير ...