في القرنين الحالي والماضي مر المجتمع العربي بمراحل فاصلة قسمت ظهره قسما ومزق النسيج الواحد الى مجموعة دويلات . لعب الاحتلال دورا رئيسيا في تقسيمه وتلقينه ثقافة جديدة بعيدة كل البعد عن ثقافته الحقيقية الأصيلة المستسقاه من دينه وعاداته وتراثه الاصيل ...
بعد اذ كان العالم كله تحت سيطرة الشرق تبدل الحال فأصبح الشرق تحت سيطرة الغرب ...
وسعوا بكل ما اوتوا من قوة أن يوقعوا بين الاخوة العداوة والفتن والنظرة الدونية لبعضهم البعض وجعلوا اهل المشرق أذلة بعد عزة . وسرقوا خيرات وموارد الشرق في ظل غياب اهل الشرق عن واقعهم ...
ولكي يبسط سيطرته على المجتمع الشرقي اعتمدوا على أمرين اساسيين وهما القوة المفرطة وتدمير البنية التعليمة والمناهج العلمية والبحث العلمي ..
والمحتل الغاشم لم يترك المنطقة قبل أن يدق فيها مسمار جحا ألا وهي قضية الحدود بين أبناء الوطن العربي ...
ولم يكتفي بذلك بل ترك في المجتمعات ثقافة غريبة بفكر صهيوني عمق فيها فقدان الهوية وإضطرابها ...
فأصبح الشاب العربي بين ثقافتين مختلفتين شرقية وغربية المحافظة والغير محافظة اضطربة فيها شخصية الشاب العربي ...
ادعو ان الثقافة العربية الاصيلة هي الرجعية والتخلف أما الثقافة الغربية هي ثقافة التحضر والانفتاح ...
جهتان تحارب الشاب العربي الجذور المتعمقة في داخله وما يدعون به من التحضر بمنظورهم الجديد المنفتح ...
نتج عن ذلك البعد عن الدين والإلحاد وكذلك ظهر التشد البغيظ فنرى في مجتمعاتنا فرق وجماعات ومنها القاعدة وداعش وغيرها بفكر عقيم سقيم ...
والضحية هنا هم شباب هذه المجتمعات المحارب من كل اتجاه ثقافة مستودة وتشدد وفكر غريب دخيل ...
وإعلام مشتت متضارب يبث ثقافة مزيج من الشرق والغرب ليزيد من الفجوة ويخلق مشكلة جديدة في الشباب فيستسقون معلوماتهم من اعلام مشتت مغلوط يضع السم في العسل ...
ويخروج شبابنا يحاربون مجتمعاتهم بفكر مغلوط ويرفعون السلاح على ابناء جلدتهم .
وعدوهم ينظر اليهم ويسعى إلى سكب الزيت على النار ، ويمدهم بالسلاح ليقتلوا بعضهم البعض .
ثم هو يسيطر على المنطقة بكل يسر وسهولة ويستولى على ثروات وخيرات هذه المجتمعات .