منذ طفولتي وانا يمازحني القدر
وتنساب المقادير بين اضلعي
وبين غياهب الليل والأفلاك ظاهرة
من لحظ الوجود والوجد غايتي
أفنيت عمري في تباريج الغسق
لا موج أخشي لا متاهات الغرق
والنور في قلبي وميض ساطع
مهما ادلهم الغيم او ضاق النفق
أرنو الي الأنواء لا أعبأ بها
وأدوس فوق الجرح مبتسما طلق
أين الذين مشوا معي فوق الحصى
والدم ينزف والجوارح في ألق
مثل الصقور متي دعوت تدافعوا
نحو المغارم والمتاعب والعرق
اين التي كانت لجرحي بلسما
في نبعها الترياق يعبق في الأفق
سميتها من فرط وجدي سلافتي
أسلو بها في وحدتي عند الأرق
اين الذين وهبتهم نور المقل
غابت رواحلهم تواروا في النفق
وبقيت وحدي تائها في غربتي
أشدو حزينا في متاهات الغسق
وأبث للاطيار حرقة أحرفي
أو اصطليها صبابة فوق الورق
حامت بنا اسراب بوم ناعق
متوافدين الي المغانم والسبق