انتهاء أزمة هواوي بأمر من الرئيس الأمريكى

انتهاء أزمة هواوي بأمر من الرئيس الأمريكى

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، عن مجموعة من القرارات التي تُنذر باحتمالية إنهاء الحرب التجارية المُدمرة التي وقعت بين بلاده والصين، والتي ألقت بظلالها على الأوضاع الاقتصادية والأسواق في جميع أنحاء العالم.

من أوساكا اليابانية، قال ترامب إن بلاده والصين اتفقتا على استئناف المفاوضات التجارية، لتخفيف حدة الخلاف الاقتصادي الممتد بينهما، وذلك بعد إجرائه محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينج، على هامش قمة مجموعة العشرين.

حسب ترامب فإن المحادثات مع الصين كانت "ممتازة"، كما أنها دفعته إلى التراجع عن قراره بحظر لها، مُشيراً إلى استعادة التعاون معها واستمرار الشركات الأمريكية في بيع التكنولوجيا لها.

كذلك، أكد الرئيس الأمريكي عدم تطبيق الرسوم الجمركية الإضافية على الوردات الصينية، والتي كان قد هدد بفرضها والتي تصل قيمتها إلى 300 مليار دولار.

ولفت ترامب إلى استمرار التفاوض مع بكين .

ووقعت أزمة هواوي في إطار الحرب التجارية بين البلدين، وتسببت في حدوث تصعيد خطير في الأحداث، لاسيما وأن الولايات المتحدة اتهمتها بمحاولة استغلال الأجهزة لأغراض التجسس

وفي محاولة لسد الطرق أمامها والحول دون تقدمها، أصدر ترامب قرارًا بإدراج شركة هواوي الصينية على قائمة الشركات التي تُمثل خطرًا على الأمن القومي، في منتصف مايو الماضي، وتضمن القرار منع الشركات الأمريكية من بيع مُعدات تكنولوجية لها، خوفًا من استخدامها في عملياتالتجسس.

وصف ترامب الشركةالصينية بـ"الشيء الخطير للغاية، عندما تنظرون إلى ما فعلوه من وجهة نظر أمنية وعسكرية"، وأعطت إدارة ترامب الشركات الأمريكية مهلة 90 يوما، لتطبيق هذا الحظر.

بعد عدة أيام، أعلنت شركة جوجل اعتزامها عن وقف التعاون مع الشركة الصينية، فيما عدا التطبيقات مفتوحة المصدر، وأعلنت شركاتمثل إنتل وكوالكوم وبرود كوم الأمريكية ومايكروسوفت وتوشيبا وباناسونيك عن توقف تعاملاتها مع هواوي. كما أعلنت مؤسسة "إس دي أسوسيشين" عن حذفها للشركة من قائمة أعضائها وتوقف تعاملها مع كروت الذاكرة.

جاء ذلك، بعد أن وجهت الإدارة الأمريكية عشرات الاتهامات الجنائية لهواوي، كذلك سعت إلى ترحيل مينج وانزا، المديرة المالية للشركة الصينية، من كندا حيث اُلقي القبض عليها في ديسمبر الماضي بناء على طلب مسؤولين أمريكيين.

في خطوة تهدف إلى اقناع الحلفاء بتبني نفس الموقف، حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سويسرا من علاقتها الوثيقة في مجال الأعمال مع الصين.

قال بومبيو، في مقابلة مع صحيفة نيو زيورخر تسايتونغ، خلال زيارته إلى سويسرا مطلع الشهر الجاري، إن السويسريين يهتمون بحماية خصوصيتهم منذ فترة طويلة، ولكنهم سيعرضون أنفسهم لانتهاك، إذا سمحت الحكومة السويسرية للشركات الصينية بمساعدتها في إنشاء البنى التحتية.

وتوقعت تقارير إعلامية أن يطالب الرئيس الأمريكي خليفة رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي، خلال زيارته الأخيرة إلى لندن، بمنع هواوي من المشاركة في إنشاء شبكات الجيل الخامس للاتصالات، المعروفة بـ5G.

وكان وزير الأمن البريطاني بن ولاس قال إن بريطانيا لم تتخذ قرارا نهائيا بعد باستخدام تكنولوجيا هواوي أو رفضها.

ولكن حتى هذه اللحظة لم تنضم بريطانيا إلى الحظر المفروض على الشركة الصينية.

من جانبها، نفت هواوي مرارا وتكرارا هذه المزاعم. أكد جون سافوك، رئيس قسم الأمن الإلكتروني في الشركة، جون سافوك، أن الحكومة الصينية ولا غيرها من الحكومات الأخرى طلبت من عملاق التكنولوجيا القيام بأي شيء غير مناسب.

وأعلن سافوك أن الشركة الصينية ترحب بتحليل المتخصصين من الخارج لمنتجاتها، للتأكد من عدم وجود أي ثغرات في التصميم الهندسي أو في الشفرة المستخدمة.

قال سونغ ليوبنغ، مدير الشؤون القانونية لدى هواوي، إن التحرك الأمريكي لإدراج الشركة الصينية على قائمة سوداء تجارية في الولايات المتحدة يُعد "سابقة خطيرة" قد تلحق أضرارا بمليارات المستهلكين، مؤكدًا أنه سيلحق "أضرار مباشرة" بشركات أمريكية ويؤثر على الوظائف في الولايات المتحدة.

واتهم ليوبنغ السياسيين الأمريكيين باستخدام كل ما لدى دولتهم من قوة ضد شركة خاصة. كما لفت المسؤول الصيني إلى هواوي اتخذت مجموعة من الخطوات على مستوى الدعوى القضائية التي رفعتها ضد الإدارة الأمريكية في مارس الماضي، والتي تتعلق بالقيود التي تحظر على مؤسسات الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة استخدام منتجات هواوي.

وكانت الشركة الصينية قد تقدمت بطلب إلى المحكمة لإصدار "حكم عاجل" يتضمن المطالبة بالإسراع في "وقف الإجراءات غير القانونية التي تتخذ ضد الشركة".

ومن المفترض أن تُعقد جلسة استماع لطلب هواوي في 19 سبتمبر المقبل.

مع ذلك، أثرت التحركات الأمريكية سلباً على عملاق التكنولوجيا، وقال رن تشينغفي، رجل الأعمال الصيني ومؤسس هواوي، الأسبوع الماضي، إن المبيعات الدولية من الأجهزة المحمولة للشركة تراجعت بنسبة 40 في المئة خلال الشهر الماضي، مع تكثيف الحملة التي تقودها الولايات المتحدة عليها.

حسب تشينغفي فإن الشركة سوف تخفض إنتاجها بما يعادل 30 مليار دولار خلال العامين القادمين

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;