هذه الايام كل شيء متاح لم يعد الحب شحيحا كالخبز خلال الحرب الأهلية اصبح معروضا مع تنزيلات دائمة طيلة الساعات والايام ... صرت مخنوقة على هذا الكوكب الحقير ،لا شيء يروق لي لا الحب ،لا المقاهي ،لا الرحلات السياحية ولا حتى الاغاني الصباحية . كل شيء اصبح متاحاً...قديماً كانت المواعيد الغرامية وكانها حلم مواطن متواضع في مقابلة القائد عبد الناصر...أما في يومنا هذا فهو أسهل بكبسة زر لايك وحالة واتس أب او تغربدة ويصبح كل شيء على ما يرام ...الموعد سابقاً كان كإمتحان حربية عليك نيل معدل جيد ولا بد من أن يكون خطابك منمقا لائقا كخطاب سيد المقاومة أما اللآن ببضع الاغاني لسيد"أموت وينشرح صدري"والقليل من السميلات ويكون كل شيء تمام .. كل شيء تغير كانت المقاهي تضج بالعاب الورق والزهر و ورائحة القهوة تجول وتصول بين انوفنا كمسكن لجميع الاحزان أما رائحة الكتب العتيقة فهنا تكمن الحكاية ... في يومنا هذا تغزو المقاهي والنراجيل واناس من كواكب غريبة محنية تتفهوه بألفاظ عجيبة "ماكو عرب بالطيارة" تشعر وكأن صدام يعد العدة للهجوم المسلح على الكويت لا شيء يروقني ربما لم أخلق لهذا الزمان وربما مفرداتي لا تليق بسكان هذا الكوكب فاتمنى ان لايطول مكوثي هنا