أدارت الملتقى الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت إن موضوع الملتقى من الموضوعات البالغة الأهمية محليا وإقليميا ودوليا، ومناقشته تحتاج لأكثر من لقاء، حيث أنه من الموضوعات التى تتميز بها الجمهورية الجديدة التى نتطلع إليها، وهو مستقبل الحياة على كوكب الأرض، مشيرة إلى أن الهاجس الأكبر عندنا جميعا اليوم هو كيف نحمي خصوصيتنا من هذا المارد الذي اخترق كل مجالات حياتنا الذكاء الاصطناعي، حيث نعيش الآن في عالم تتصارع فيه التكنولوجيا وتخطو بخطوات متسارعة ومتلاحقة وبشكل يفوق الخيال، وأن الدولة المصرية تنبهت لكل هذا وبذلت مجهود كبير في هذا المجال بما يتوافق مع النظم العالمية ووفقا لاحتياجات سوق العمل محليا وإقليميا ودوليا .

️تحدثت الأستاذة الدكتورة غادة عامر عميد كلية الهندسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا سابقا وزميل كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية، وقالت إن الذكاء الاصطناعي موجود فى المجتمع العسكري منذ عام ١٩٤٨، واسنخدم فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن هناك من الدول التى استخدمت الذكاء الاصطناعي لإسقاط دول أخرى، وأن هناك تحدى لنا كبشر يتمثل فى ضرورة تعليم هذه التقنية وتعلم كيفية توظيفها لخدمة وظيفة الفرد، مؤكدة أن الدولة المصرية تسعى لامتلاك كوادر وأدوات لتأمين أنفسنا .

وعن تقنية الشات جي بي تي، تحدث الدكتور أيمن دياب عميد كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة MSA وأستاذ بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية، وكيف بدأ الفرد العادي فى استخدامه فى كل نواحي حياته، منوها إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح إلزام وذاكرة أساسية فى خريطة الدول، وتحدث عن صنع روبوت جديد يمثل المحتوى الوراثي للانسان، وأنه فى المجال الزراعي صنع روبوت يكشف عن الأمراض الموجودة فى الزرع، وأنه حاليا تجرى عليه مراحل لتطويره وقيامه برش المبيدات، وغيرها من التطبيقات التى تعمل بالفعل على أرض الواقع فى مصر بأيدي مصرية بحتة، مؤكدا أن المستقبل ملك لمن يصنعه ومصر قادرة على أن تصنع المستقبل .

واستعرض ️الأستاذ الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب المقارن والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة، تجربته مع الشات جى بى تى، حيث سأله عن تأليف قصة بمصمون معين، واستنتج من هذه النجربة أن الذكاء الاصطناعي يعمل على سلسلة من النصوص التى أعطيت له سلفا، لذا فهناك جانب من الإبداع من الصعب أن يعطيه لنا، فلا يوجد بصمة لقيمة إبداعية لديه مثل بصمة الإنسان التى تبنى على الموهبة، لافتا إلى أنه فيما يتصل بالإبداع الأدبي، فإن الذكاء الاصطناعي يمكنه فقط تقديم مقترحات أو أفكار، وثمن قرار وزارة التعليم بدراسة مادة الذكاء الاصطناعي فى المرحلة الثانوية .

من جانبه، أوضح ️الكاتب والمفكر والأديب ماجد طوبيا عضو مجلس النواب السابق، أن الفكر الانسانى سيظل هو الأساس وهو الذى يحاكي الذكاء الاصطناعي، حيث يعطيه معطيات تعبر عن فكره، ويقوم الذكاء الاصطناعي بصياغة تلك المعطيات معبرا عن أفكارنا بأسلوب أجمل وأدق، مؤكدا أن الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي يفقد الشخص أحيانا هويته واتجاهاته وقناعاته، لذا علينا أن نسعى إلى خطوات جيدة نحو أهداف تساعد على استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم الأفضل والأصلح .

وأتفق ضيوف المنصة فى ختام الملتقى، أن هناك جيل مدمن للإلكترونيات، وأن عملية الإدمان هذه تأتى نتيجة تأثير هذه الأجهزة الإلكترونية فى إفراز عدد من الهرمونات فى جسم الانسان، إلى جانب أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يعرض الانسان لمرض الزهايمر، لذا على مستخدمي تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن يقوموا بعمل توازن فى استخدامه، وذلك يأتي من خلال تنمية وعى البشر فى هذا المجال، الأمر الذى يستلزم تضافر كل الجهات والمؤسسات فى الدولة .  

تخلل الملتقى باقة متنوعة من الفقرات الغنائية، قدمتها فرقة "كورال هنغني" بقيادة المايسترو الدكتور صلاح مصطفى، حيث تغنت الفرقة بمجموعة من أشهر الأغاني الوطنية، التى تغنى بها كبار نجوم الطرب فى مصر منها : "مصر تتحدث عن نفسها، أقسمت باسمك يا بلادي، مصر هى أمي"، بالإضافة إلى عدد من الأغاني الشهيرة للفنان محمد فوزي ومحمد عبد المطلب وعبد الحليم حافظ، وأيضا أغانى من التراث الشعبي الأصيل والفلكولور الصعيدي .