لو لم يكن للعاصي عقاباً غير الحرمان من لذة العبودية لكفاه فليس بالداعي أن يعاقبك الله علي البعد عنه سبحانه وتعالى بالتضييق عليك في الرزق او سلب الصحة والعافية أو يحرمك من الأولاد او يحجب عنك المناصب او المكانة مقابل معصيتك ونحن نري الأمثلة كثيرة في تقدم وازدهار دول كافره وملحده ومشركة فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة لذا أعطاها لكل من طلبها ولكن أكبر عقاب للعصاة هو الحرمان من الله ولذة عبوديته وشرف الوقوف بين يديه ونسيانه لهم فقد نسوا الله فأنساهم أنفسهم جعلهم يرقدون خلف الدنيا ففتحها لهم علي مصرعيها ينالون منها وتنال منهم أما من اجتبي من عباده وقربهم واصطفاهم من فتح قلوبهم وأشرق فيهم نوره من مباهتهم شرف العبودية لله من اذا ضاقت بهم دنياهم تركوها واستقبلوا القبلة ونادوا علي مالكها فأراح قلوبهم وعم الخير فيها من تصيبهم المصائب فيحمدوا الله عليها فقد عرفوا انها منحة في صورة محنة وأن الخالق لا يجور ابدا عليهم ولكن يعطي بقدر ويبتلي في حدود المستطاع ويختبر بقدر ما تتحمل القلوب وفقط لا ذيادة ولا نقصان لله در هؤلاء يحسبهم الجاهل في بلاء وهم في قدر عظيم من النعم ايديهم ليست بعيدة عن الله بمجرد رفعها استجابة منهم من تأكله الامراض ويستحي أن يطلب الشفاء لانه عرف قدر البلاء ومنهم من يفقد الاباء والأبناء وكل غالي ويصبر ويحمد الله ويسترجع ويحتسب هنيئاً لمن اتصل بالملك هنيئاً لمن وصل إلي الذات الإلهية برفع يد ربما اهلكها الشقاء وقلبه غارق في ملذة الطاعات ربما كانت الاجساد بالية ولكن القلوب منعمه بالرضا والنور والسعادة واليقين والحب في الله ما اجمل ان نقوي ما بيننا وبين الله ليستقر النور في القلوب وتصبح عامرة بذكر الله والله لو لم يكن من العبودية غير حب الله لكفي وما كان من المعصية غير الحجب عن لذة العبودية لكفي نسأل الله أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إلي حبه