من هو البطل المنقذ القادر علي إنقاذ سفينة ماسبيرو
الاعلاميين والعاملين في ماسبيرو يشكون مر الشكوي من سوء الفساد والترهل الاداري في المبني العملاق ( يعمل به تقريبا 30 ألف عامل وموظف وإعلامي ) منذ تأسيسه عام ١٩٦٠
هل توجد هناك مؤامرة خبيثة لهدم ماسبيرو ( التلفزيون المصري ) من داخله تمهيداً لبيعه بعد الخصخصة
كما حدث مع شركات ومصانع القطاع العام وتحويله الي فندق فاخر علي ضفاف النيل
في إطار مشروع مثلث ماسبيرو الاستثماري الذي تطلب نقل سكان هذا الحي ( 280 ألف متر في قلب القاهرة )
الذي يضم مقرات وزارتي الإعلام والخارجية مع القنصلية الإيطالية
هل تنجح القيادة الجديدة في إنقاذ ما بمكن انقاذه بعد فشل عصام الامير خلال عانين
وإعادة امجاد هذا الصرح العريق الي الحياة والريادة المصرية للإعلام العربي
يظُن الكثير من الأجيال الشابة أن ظاهرة البرامج الحوارية المباشِرة علي الهواء هي ظاهرة جديدة في بلادنا بعد ظهور قنوات الفضائيات بالمئات وبأموال في أغلبها خليجية
(روتانا.أوربت .art.mbc وشو تايم .ميلودي .تايم. قنوات الجزيرة إلخ ..)
مع قنوات خاصة مصرية ظهرت بعد ثورة يناير ٢٠١١ مثل قنوات CBC والحياة والنهار وغيرها
بعد اِطلاق النايل سات في التسعينيات في عهد وزير الإعلام الأسبق صَفوت الشريف
فبل حَبسُه بعد الثورة لقضايا الفساد ثم تبرئته قضائيا
أن تلك البرامج الحوارية جاءت لملىء ساعات الذروَة للإرسال وجَلب الإعلانات وأرباحها الطائلة لتغطية التكاليف والنفقات علي جيوش الفنيين والنجوم من مقدمي هذه البرامج ورواتبهم بالملايين سنويا
وأن ظاهرة (التوك شو) هي تقليد للبرامج المشابهة في أمريكا والغرب
وربما يكون ذلك صحيحا جزئيا لكن الظاهرة جذورها أعمق من ذلك .
وبدأت الظاهرة مع بداية أِرسال التلفزيون المصري بماسبيرو( اسم عالم المصريات الفرنسي)
في عام 1960 مع دعم فني وتكنولوجي من فرنسا
مع اذاعة برامج سلوى حجازي والراحلة أماني ناشد قبل أِسقاط أسرائيل طائرتها المدنية!! برُكابها في سيناء أبان حرب أكتوبر1973
وحتي أِحتفال ماسبيرو في عام 2010 بالعيد الخمسيني قبل ثورة يناير باليوبيل الذهبي للمبني الضخم
والذي بناه الروس مع المركزالقومي للبحوث بالدقي ومشروع السد العالي بأسوان
في عادة سوفييتية راسِخة للتعاون مع الدول الصديقة
ويتسِع المبني لعشرات الألاف من العاملين
وتزامنا مع صوت آمال فهمي من الإذاعة في برنامجها الشهير علي الناصية لأَكثر من نصف قرن وصوت أحمد سعيد بإذاعة صوت العرب من القاهرة وحفلات أم كلثوم أول خميس من كل شهر وسامية صادق وجلال معوض في حفلات أضواء المدينة وساعة لقلبك د.شديد والخواجة بيجو وجورج سيدهم والضيف أحمد وسميرغانم ( ثلاثي أضواء المسرح )
وصوت أبله فضيله توفيق وماما سميحة ( فتافيت السكر ) وبابا شارو والشاعر فاروق شوشه وبابا ضياء
والتعليق الرياضي لمحمد لطيف وأحمد عفت وعلي زيوار والجويني وعلاء الحامولي وإذاعيا فهيم عمر وحسام الدبن فرحات
وبرنامج محو الأمية عبد البدبع قمحاوي
وحديثا الإذاعية إيناس جوهر والشاعر عمر بطيشة ثم الفنان سمير صبري وبرنامجه النادي الدولي وحتي توَقُفه لخروجه عن النص بالتهَكم علي الرئيس السادات أثناء حُكمه في قصة معروفة للرواد والمُتابعين بأستضافته لراقِصة من المنوفية مسقط رأس الرئيس السادات مما تسبب في وقف البرنامج نهائيا
وأيضا الرائدة الإعلامية هِمَت مصطفي بنشرة الأخبار ولقاءتها الحصرية مع الرئيس السادات بالعباءة الشهيرة في أستراحة ميت أبوالكوم ومخاطبته لها ( هِمَت يابنتي )
ولاننسي الأساتذة حمدي قنديل وطارق حبيب وعبد الرحمن علي وسلمي الشَماع ومَلَك اسماعيل وأحمد فَراج وكريمان حمزة ومحمود سلطان وماما نجوي أبراهيم وعفاف الهلاوي وفريال صالح وسناء منصور وآل الإتربي وأحمد سمير وفريدة الزمر
ونجوم الفن والزمن الجميل ثم الأذاعية بثينة كامل وبرنامجها الليلي أسرار حائرة قبل اهتمامها بالسياسة والثورة وفشلها في الترشح عن المرأة في سباق الرئاسة ٢٠١٣
ونعود للحاضر في مِصر لعماد وعمرو أديب في برنامج كل يوم في قناة ON بعد القاهرة اليوم علي أوربت وبعد 10 سنوات من بدايته قبل أن يفقد بَريقه لصالح العاشرة مساء لمني الشاذلي قبل عملها في mbc مصر وبرنامج 90 دقيقة علي المحور للمقدمة مَي الشربيني قبل اعتزالها ثم ريهام السهلي والمخضرم معتز الدمرداش
والحياة اليوم لشريف عامر ولبني عسل
وهالة سرحان في برنامجها الشهير (هاله شو) علي روتانا قبل قضيتها المعروفة والفضائية المصرية والبرنامج الأشهر البيت بيتك تامر أمين وخيري رمضان والصَحَفي محمود سعد قبل حكاية البيجاما مع أنس الفقي وتحوله الي ثورجي فجأة !! في قناة التحرير ثم النهار
وتكاثر التوك شوز وبرامج الحِوار علي الهواء في كل القنوات تقريبا مما جعل من الصَعب مُتابعتها ولتحَوُلها الي صُراخ وصِياح للديوك وحالة خَوَار وتناطح
لاتناصُح وحِوَار حضاري يقدم حلولا لمشاكلنا
بل زيادتها بقضايا السَب والقذف العديدة ومن أشهرها قضية المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك مع نائب طنطا للحزب الوطني المُذيع أحمد شوبير
لنجد برامج تحليل المباريات الرياضية اليومية وقد شذَت عن الرياضة وبثت التعصُب القبيح بين الجماهير لتحقيق شعبية زائفة مما شجع علي الجريمة في الملاعب لتتحول الي ساحة حرب وكانت كارثة بورسعيد الدامية وسقوط العشرات من القتلي والجرحي للمرة الأولي في تاريخ مصر
ثم سقوط قتلي من مشجعين الزمالك في احداث الدفاع الجوي حتي تلطخت الرياضة المصرية بالدم والعار
ولتزداد الشروخ لتفتيت الوطن جُغرافيا بعد طائفيا وانتشرت القنوات الدينية من الجانبين المسلم والمسيحي والتي أفادت بنَشر القرآن الكريم
لكنها أضرت ببث الفتنة والتعصُب الديني والتطَرُف بدلا من نشر روح المحبة والتسامُح وأصبحنا متدينين ظاهريا لاأخلاقيا
وبَعُدنا عن المعاملات العادلة في وطن واحد هو بمثابة سفينة نوح تتسع لجميع المصريين الشرفاء
أما عربيا كان هناك برنامج جورج قرداحي من سَيربح المليون بقناة mbc
والإتجاه المُعاكس لفيصل القاسم بقناة الجزيرة اللذان حققا جماهيرية عالية وساهمت الجزيرة في تمزيق العلاقات العربية المهلهلة أصلا بأنتقاد كل شيء عدا نظام الحُكم في مَشيَخة قطَر قدس الأقداس!
مما دفع الدول الأخري كالسَعَودية لأِطلاق قنوات مُنافسة مثل قناة العربية 2006 وقناة الحرَة لأمريكا وقناة العالم لأيران وعشرات القنوات الأخبارية الأجنبية باللغة العربية ببرامج حوارية مباشرة
مما يضَع علامة أِستفهام كبيرة عن الهَدف والتَوقيت لهذا الطوفان من هذه البرامج
والتي زادت من تشويش وحيرة المواطن
بدلا من أن تُرَتِب وتُوَضح الصورة للمواطن العربي التائه في بادية الجهل والمرض والفقر المشَبَع بقنوات اللهو والرقص والنصب والإغواء وإثارة الغرائز الجنسية والفرقة الطائفية والدينية والعامرة بالمسلسلات الأمريكية والمكسيكية
والآن التركية والأيرانية وكلها ناطِقة باللهجات المحلية واللبنانية لأسباب خبيثة شريرة تجارية وأجتماعية
لبسط النفوذ السياسي والغزو الثقافي وخلخلة الأولويات لدي الجميع لتخريب الوَطَن وتغريب المُوَاطِن وكل شىء لصَالح أمريكا ومشروع أسرائيل الكبري وبنا هيكل سليمان
لمواصلة مشروع أمرَكة المشرق وفرنسة المغرب
لأعادة معكوسة لدولة الخلافة التركية في حروب أهلية بأيدي وأموال بعض من الدويلات العربية
الغارقة في الفتن والحروب الأهلية والقبلية لتمزيق الوطن العربي من الداخل بعد أختراق جهاز المناعة الحصين وهو القومية العربية.التي ماتت بموت زعيمها الخالد جمال عبد الناصر
وجاءت فتنة الوطن بقنوات التحريض الاخوانية في قطر وتركيا مع فتح المجال للراقصات والساقطات لعمل برامج سطحية تافهة ليصبح المواطن محاصر ما بين الخلاعة والنطاعة !!
ونتحول حاليا الي اقزام بقلة الأدب بعدما كنّا عمالقة في جميع مجالات الثقافة و الأدب
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ