العين والحسد، هناك العديد من الحكايات التي يتم تداولها عن حالات لنساء أو رجال أصيبوا بها، بل أن تأثيرها يفوق زوال النعمة عن المنعم عليه، وقد تصل إلى المرض والموت وتسمى "بالعين القاتله" بقول رسول الله ﷺ " أكثر من يموت من امتى بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس" يعني العين والحسد .
الدكتور أسامة أحمد ، الداعية الإسلامي وعضو هيئة تدريس العلوم الدينية والشريعة بالأزهر ، يعلق على موضوع الإصابة بالعين والحسد فيقول:
أن العين تصيب أمه نبينا محمد ﷺ أكثر من بقية الأمم الأخرى، وأن الكثير من الموتى يموتون بسبب العين من بعد قضاء الله وقدره وأن هناك من الأمراض العضوية والنفسية التي يعجز عن معرفة سببها وطريقة علاجها هي من أثر العين فما دون الموت أحرى بوقوعه.
وأضاف الدكتور أسامة أحمد، إن العين والحسد من الأمور الثابتة في الإسلام، يقول الله تعالى " ومن شر حاسد إذا حسد " ، وعن أبي نضرة عن أبي سعد «أن جبريل أتى النبي ﷺ فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال نعم، قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك» رواه مسلم.
وجاء في كتاب ابن القيم بدائع الفوائد، أصل الحسد هو بُغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها، وتخرج العين من نفس حاسدة خبيثة خبث صاحبها، يقول الله تعالى (ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عِند أنفسهم من بعدِ ما تبيّن لهم الحق).
وأشار الدكتور أسامة أحمد، إلى أن العين تصيب أمة محمد ﷺ أكثر من بقية الأمم الأخرى، وأكثر موتى المسلمين يموتون بسبب العين، فقال رسول الله ﷺ " أكثر من يموت من امتى بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس" يعني العين والحسد، وكثير من الناس يصابون بالعين وهم لا يعلمون، لأنهم يجهلون أو ينكرون تأثير العين فيهم، فإن أعراض العين في الغالب تكون كمرض من الأمراض العضوية، إلا أنها لا تستجيب لعلاج الأطباء كأمراض المفاصل والخمول والأرق والحبوب والتقرحات التي تظهر على الجلد والنفور من الأهل والبيت والمجتمع والدراسة، وبعض الأمراض النفسية والعصبية، ومن الملاحظ أن الشحوب في الوجه بسبب إنحباس الدم عن عروق الوجه والشعور بالضيق والتأوّه والتنهد والنسيان والثقل في مؤخرة الرأس والثقل على الأكتاف والوخز في الأطراف، يغلب على مرضى العين، كذلك الحرارة في البدن والبرودة في الأطراف.
وللعين والحسد طريقتان للعلاج هما الأصل الأولى منها هي إغتسال المحسود بغسل العائن، وتستخدم هذه الطريقة إذا عرف الحاسد، يقول رسول الله ﷺ "العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا" رواه مسلم في صحيحه، والطريقة الثانية هي علاج المحسود بالرقية إذا لم يُعرف العائن أو تحرج مصارحته، فإنه يلجأ إلى رقية المحسود بالرقى والتحصينات الشرعية.
وأفاد الدكتور أسامة أحمد، إلى أن الوقاية والتحصين من العين تكون بالمحافظة على الأذكار والأدعية الصحيحة، وعد إظهار النعمة على أكمل صورتها عند من عرف عنه الحسد والغيرة.