في نيوزيلاندا، واحدة من الدول الأولى في التسامح والتعايش السلمي في العالم وفق تقديرات المنظمات الدولية، عندما قام إرهابي أسنرالي بمحاولة تغيير هذا المشهد الإنساني العطر، هبت كل نيوزيلاندا وانتفضت لنصرة أقلية مسلمة عانت ويلات الارهاب في يوم مشؤوم.. وقام الشعب النيوزلندي على بكرة أبيه يتضامن مع هذه الأقلية المكلومة. والكل يتفنن ويتفانى في أشكال التضامن والتعبير عن التعاطف مع الضخايا الأبرياء وأسرهم.. كل يوم بنشوف سلوك إنساني مختلف وراقي تضامنا مع الضحايا وأسرهم، ووصلت لدرجة إرتداء النساء الحجاب بشكل مؤقت ورمزي كشكل من أشكال التضامن، وزيارة المساجد ووقوف الشعب بأكمله حدادا عليهم ورقصة الهاكا التقليدية ورفع الآذان في كل ربوع نيوزيلاندا تعبيرا عن الحزن، والشاب الصغير الاسترالي اللي عبر عن إعتراضه وعدم رضاه عن تصريحات السناتور الاسترالي وفقعه ببيضة في دماغه..إلخ.. وكل ما ننشره يوميا على صفحات التواصل الإجتماعي لما يفعلونه تعبيرا عن الحزن والتضامن مع الأقلية المكلومة.. أما الحكومة ورئيسة الوزراء فعملوا كل حاجة ممكن تتعمل من دعم مادي ومعنوي، وعلى سبيل المثال لا الحصر التعويضات الفورية ومساندة الأسر بشكل دائم، رفع الاذان في البرلمان وعدم نطقها اسم الارهابي وزي قولها هم نحن ولكن هو ليس مننا.. دي وصلت يا مؤمن لتغيير قانون حمل السلاح في ٦ ايام وطبعا اللي عايش في الدول الغربية يعرف إن حمل السلاح دفاعا عن النفس مكون أساسي في ثقافة الغرب وصعب جدا يتتازلوا عنه.. كل يوم بشوف بوستات إعجاب منتشرة انتشار عريض في مصر والعالم العربي لما يفعله الشعب النيوزيلاندي والحكومة في نيوزيلاندا للتضامن مع الأقليات المسلمة المكلومة، وبسأل نفسي نفس السؤال يا ترى والناس بنشير البوستات دي بتسأل نفسها لو الوضع معكوس ولما بيحصل نفس الشئ في العالم العربي، وفي مصر  تحديدا هل جميع المصريين وبكرر جميع، مش أقلية مثقفة وعندها قدر من الرحمة والإنسانية، مستعدين يعملوا نفس السلوك مع أي كارثة إنسانية مشابهة؟.. يعني مثلا  يعني ودي أتفه أنواع التضامن عندهم إستعداد مثلا يعني يلبسوا صلبان في دقيقة حداد  ويملوا الكنايس يوم الحد؟ أشك.. تضامنك مع أقلية مكلومة مش معناه انك خرجت من دينك أو اعتنقت دين تاني، لكن معناه الوحيد إنك مازلت إنسان .. إنها_الإنسانية