قال رئيس الوزراء اللبنانى المكلف سعد الحريرى، إن المرحلة المقبلة التى سيشهدها لبنان، سيتم خلالها تنفيذ برنامج الاستثمار بالبنى التحتية الذى يتضمن أكثر من 280 مشروعا، موزعة على كافة القطاعات وتخلق الآلاف من فرص عمل.
وأشار الحريري، فى كلمته خلال حفل إطلاق الإطار الاستراتيجى الوطنى للتعليم والتدريب المهنى والتقنى، إلى أنه مع إطلاق هذه الاستراتيجية وتنفيذ الإصلاحات التى التزمت بها الحكومة اللبنانية، يكون لبنان قد اتخذ خطوات ثابتة باتجاه تفعيل النمو وإيجاد فرص عمل للشباب ورفع إنتاجية الاقتصاد.
ولفت الحريرى إلى ضرورة "أن نولى قطاع التعليم المهنى والتقنى أهمية عالية، مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات السوق لمساعدة القطاع الخاص على تأمين اليد العاملة المتخصصة والمتدربة".
وكان الرئيس اللبنانى ميشال عون قد دون صباح اليوم تغريدة فى هذا الإطار على حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى (تويتر) قال فيها: "التعليم المهنى والتقنى ركن أساس للتربية والتعليم فى لبنان.. أثنى على اختيار الطلاب للتوجه المهنى وأشجعهم عليه، لما له من دور هام فى بناء الوطن وفى تطور العديد من قطاعات الإنتاج.. وأتمنى النجاح والتوفيق لكل الذين بدأوا اليوم الامتحانات الخطية للشهادة المهنية والتقنية".
وأضاف سعد الحريري، أنه فى مؤتمرى بروكسل (1) و (2) طرح لبنان البرنامج الاستثمارى بالبنى التحتية الذى تم إطلاقه لاحقا بمؤتمر "سيدر" فى باريس، إضافة إلى تأمين فرص التعليم والتدريب المهنى والتقنى للشباب، مشيرا إلى أن الاستراتيجية التى يتم إطلاقها اليوم تتركز بشكل أساسى على تأمين التعليم والتدريب التقنى والمهنى للشباب بنوعية عالية، مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات السوق لمساعدة القطاع الخاص على تأمين اليد العاملة المتخصصة والمدربة.
وأكد أنه لم يعد مقبولا بعد اليوم "أن ننظر نظرة سلبية للتعليم والتدريب المهنى والتقني، ولا أنه كلما فشل تلميذ بدراسته أو شعرنا أنه غير موفق كفاية فى المدرسة نحوله إلى التعليم المهنى والتقني"، مشددا على أن التعليم المهنى أساسى لبناء البلد ولتطور اقتصاده لأنه هو الذى ينمى حس الإبداع ويزيد من مهارة اليد العاملة.
وأشار إلى أن الدول التى تعتبر متفوقة بصناعاتها وبتكنولوجياتها مثل ألمانيا وأمريكا واليابان وغيرها من الدول الكبرى، نسبة الطلاب فى المدارس المهنية مرتفعة جدا، وفى بعض الأحيان تكون هذه النسبة أعلى من نسبة الطلاب بالتعليم العام، مؤكدا أنه قد حان الوقت لتغيير ذهنية مجتمعنا، بأن الابنة أو الابن يجب أن يصبح طبيبا أو ضابطا أو مهندسا، بغض النظر أن كان هناك طلب فى سوق العمل لهذه المهن.
ولفت إلى أن المرحلة المقبلة من عمر لبنان هى مرحلة تنفيذ برنامج الاستثمار بالبنى التحتية الذى فيه أكثر من 280 مشروعا، موزعة على كافة القطاعات وتخلق فرص عمل بالآلاف، ومن ثم يجب أن يكون هناك الكادر البشرى المتخصص و المهيأ لإدارة وتنفيذ هذه المشاريع، وبالتالى "يجب علينا أن نتدرب ونتعلم لكى يتم تنفيذ هذه المشاريع من قبل اللبنانيين، وهذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا برفع مستوى وجودة التعليم والتدريب المهنى والتقنى ليكون قادرا على أن يتجاوب مع حاجات السوق ومتطلبات القطاع الخاص والقطاعات الإنتاجية".