بحسرة وألم يغلفهما الفخر يبدأ المدرب ولاعب كمال الأجسام معتصم نواره حديثه عن اخيه الأسير محمد المحكوم مدى الحياة: أزوده بالتعليمات والنصائح والبرنامج المناسب في كل زيارة، في الأسر يلعبون كمال الأجسام بأدوات بدائية، عصي مترابطة، عبوات مياه مملوءة بالملح المبلل مثبتة من الأطراف.
لم يكن معتصم يرى بنفسه رياضيا بارعا قبل سنوات، فمهنته الرئيسة كصاحب صالون حلاقة كانت تشغل وقته، لكن زيارة لصديق قديم غيرت كل شيء. "زرت صديقا يقيم في الولايات المتحدة منذ عشر سنوات، كنا نمتلك سابقا ذات البنية الجسدية الضعيفة، لكنه فاجأني بتحول هائل وجسم رياضي، هذا ما حفزني فقررت ان أبدأ بالرياضة لزيادة الوزن، خلال ثلاث سنوات ارتفع وزني من 59 الى 75 كيلوغرام، فقررت ان احترف التدريب الرياضي الى جانب عملي الأساسي في الصالون".
يحفز معتصم ابن الأربعين سنة اطفاله الأربعة على ممارسة الرياضة، ويقاطع اي فرد من العائلة يتخلف عن ممارسة التمارين، يعود معتصم للحديث عن شقيقه الأسير محمد بحماسة "اول مرة رأيته كانت بعد 4 سنين, كان عمره 20 سنة لم اكن اعلم شيئا عن اللعب, بعدها اتجهت للرياضة ولما رأيته بعد 9 سنين, تحمس كثيرا انه يلعب لانه كان ضعيف البنية ومن هنا بدأت الافكار لبدائل عن ادوات الرياضة في السجن".
تطورت حكاية نوارة مع كمال الأجسام واللياقة البدنية، اطلق مشروعه الخاص بافتتاح صالة رياضية بمساحة 150م في قريته المزرعة الغربية، توسع وكان شريكا في صالة أخرى بوسط رام الله، حتى قرر العام الماضي افتتاح صالته الرياضية الخاصة في رام الله "رغم الصعوبات المادية التي واجهتها، الا انني الان بعد سنة وثلاثة اشهر تجاوزت العقبات، واصبحت اجني ثمار جهدي وتعبي، شاركت في العديد من البطولات المحلية وحصدت مراكز متقدمة" يقول نوارة.
ينصح معتصم الشباب بالتوجه المبكر للرياضة " لو برجع فيني الزمن للخلف كان لعبت وانا عمري 19 و20 سنة, انا بدأت وعمري 30 سنة وحصدت نتيجة جيدة بالارادة, اليوم ارى الشباب يجلسون ع القهاوي مع انه يجب عليهم الحفاظ على صحتك على المدى البعيد كل ذلك يتطلب ساعة رياضة في اليوم". ويستعد معتصم للمشاركة في بطولة دولية باسبانيا لعمر 40 وأكثر بفئة 85-90 كغم، لكن طموحه لا يتوقف منتظرا عودة شقيقه محمد.