زينب الحوار غياب النهاية: أدمشق ام القاهرة؟

زينب الحوار غياب النهاية: أدمشق ام القاهرة؟

كثير من المسلمين لم يعرف هذه الشخصية بل فيهم لا يعرف إلا عند البحث في التاريخ ، واختص جزء من المسلمين بها يحتفل حيث ولدت وحيث تعلقت بقصتها الحزينة ، ومسيرتها الموجعة ، وبعض منهم يعرف تاريخها بالتفصيل الذي ذكره التاريخ ، وهنا نجد إن التاريخ لم يذكر التفصيل !
بدأ التاريخ حيث النهاية، حيث انتهت معركة ألطف وزينب وعيال أخوتها بلا خيام بالعراء تنظر للأجساد ممزقة مكشوفة بالعراء مسلوبة ، وترفع النظر ترى الرؤوس على الرماح أطفال صغار ورضع ورأس الحسين يتقدمهم مع أبنائها ، بكل أيمان تقف وتصلي ، وتنقطع لله وهي ترى رؤوس أخوتها وبنيها ومن هنا بدأت في التاريخ زينب الحوراء ولم يذكر أنها من صلت وأقامت الليل في غربة ألطف .. كانت مرت بمصائب واختارها الله هي دون غيرها ، وأسدل التاريخ بكل أقلامه إن لا يذكرها ، إلا إن زينب أصبحت نشيدا حزينا وأبيا لكل الأحرار..
زينب الحوراء هويتها :
الأب : علي بن أبي طالب ع. 
الأم : فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم 
الأخوة : كثيرون من أبيها لكن من أمها وأبيها ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) 
الأخوات : كثيرات من أبيها لكن من أمها وأبيها ( زينب الصغرى ، الملقبة بأم كلثوم)
الزوج : عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، جعفر الطيار عمها الذي استشهد بمؤته ولقب بالطيار لان الرسول ص لقبه عن حديث قدسي إن الله أعطاه في الجنة جناحين
الأولاد : عون، وعباس ، وعلي ، محمد ، استشهدوا في ألطف مع الحسين ع
الأجداد من الأب: أبو طالب ، وفاطمة بنت أسد .
الأجداد من الأم : محمد صلى الله عليه واله وسلم ، خديجة بنت خويلد .
عاشت مع جدها رسول ص على رواية ولادتها ٥جمادي سنة ٦ هجرية (٥سنوات تقريبا) وعاشت مع أمها(٥سنوات تقريبا) وعاشت مع أبيها (٣٤ تقريبا ) وعاشت مع أخيها الحسن (٤٤سنة تقريبا) وعاشت مع أخيها الحسين (٥٥سنة تقريبا)وعاشت مع ابن أخيها علي بن الحسين (٢٠سنة تقريبا ) أي إن عمرها الشريف ٥٦سنة .
لم تكن رحلتها الأولى وبصيص حياتها بالألم مبكرا ، حين فقدت جدها الرسول العظيم محمد ص الأثر الأول في حياتها مبكرة في ١١هجرية ، بعدها فقدت الأم مصدر حنانها بعد فقدان جدها بثلاثة أشهر لتجرع الم اليتم ، وتتذوق الفراق ، وتتحمل مشاق الحياة على الرغم من إن زوجات أبيها علي ع اهتمن بها وخاصة أمامة وأم البنين ، حتى إن أم البنين غيرت اسمها من فاطمة إلى أم البنين كي لا تجرح مشاعرها أو تحسسها بذكرى أمها ، إلا إن زينب حملت المسؤولية وتعلقت بثلاثة من أخوتها اثنان(( إمامان إن قاما وان قعدا )) والثالث كفيلها العباس منذ إن ولد لفت ذراعيها ذلك الوليد ، لم ينته الألم فرحلة الوجع مع أبيها مستمرة ، ورحلتها مع مخاض الحياة ، عسرة في زمن لا يفهم فيه لغة الكلام ، وفتن كثر فيه فقهاء الدين بالسياسة ، حتى لاح ابن ملجم رأس أبيها علي بن أبي طالب ع في محرابه ، مع الضربة فزت ورب الكعبة ومعها رحلة أخرى مع الألم بعد سنوات عشر أو دون لترى ابن سيدة نساء العالمين أخيها الحسن ع يتقيأ الدم من سم الطغاة ، رأت قبلها الغدر في النخيلة ، وهي تعتصر الألم ، ظلت مع أخيها الحسين ع تتبعه كظله ، وتشم به رائحة الطفولة جدها رسول الله ص وعطر أمها وهيبة والدها ، ظلت معه تتبعه أتباع الروح للجسد ، عشر سنوات بدأت الرحلة الأبدية الموجعة والملحمة الخالدة ، التي أظهرت فيها صبرا وإيمانا، من هنا بدأت حكايتها وظلت تخط بأول حوار مع طاغية يعتقد انه خطيب وصغر تحت كلماتها ، بدأت تروي القصة ويسمعها الناس ، تسدل الستار مابين الناس وتبدأ بحكاية اسمها : عاشوراء .
هكذا ارتبط اسمها لأنها صاغت أول الحكاية ومازالت صياغتها لهذه اللحظة ، من هنا من النهاية أراد الطغاة إن يدفنوا حكاية الحسين ع وتبقى حكايتهم لم يجدوا غير تأويلهم الأول في عمار تقتله الفئة الباغية ، فقالوا عندما قتلته فئة معاوية قتله علي لأنه أتى به للحرب ، كان جواب علي ع : فمن قتل حمزة ؟ هنا جاءت روايات الظلالة مرة أخرى : قتل بسيف جده ! زينب بدأت تفضح الأقوال وتحكي : كيف الجسد داست عليه الخيل ، وكيف مثل فيه؟ وكيف قطع الرأس من القفا ؟ نعم لم يستطع ذابحه من الإمام لان الخنجر لم يحز مكان قبله رسول الله ص ؟ لم يطاوع الحديد صاحبه هذه المرة إلا من قفاه ! ثورة الحسين ع بدأت بزينب فضاقت الأرض بها وخيرت بين قطع الرأس والرحيل من مكة وإرسالها إما لمصر أو للشام ، رفضت الرحيل ، وحاولت بنات هاشم إقناع سيدتهن ، إلا إن كلمة الفصل : لابن أخيها الإمام المفترض الطاعة عندها ... وهنا غاب التاريخ عن زينب الحوراء ، ظلت مبهمة استطاع الاستبداد إن يحيط زينب بحرسه حتى الحراس باتوا يسمعوا والطغاة باتوا يروا، ظلت لسان الثورة الناطق ، وظلت حكاية الحسين ع في رأس الهرم واقتربت من الحاشية حكاية عاشوراء التي بدأتها زينب ، وخاف الحاكم إن يروا الحقيقة فأطفأ النور حين رجع للبديل : لله جنود من عسل .. شعار المؤسس وبقاء الحكم من ثورة زينب لترحل عن عالم بدايته وجع ونهايته وجع لتذهب إلى الرفيق الأعلى مع الشهداء والصديقين بغياب النهاية : أين أنت يا زينب بمصر أم بالشام .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;