انتفض مركز شباب طولكرم في وجه ضيفه هلال أريحا بفوزه عليه بأربعة أهداف مقابل هدفين يتيم في ثاني جولات مرحلة الإياب من دوري الوطنية موبايل للمحترفين في المباراة التي جرت بينهما على ملعب الشهيد جمال غانم في طولكرم. هلال أريحا ، الضيف وصاحب الوصافة يدخل مباراة اليوم بنية واضحة، وهي تشديد الخناق على صدارة الترتيب والحصول على ثلاث نقاط ثمينة من عرين الزعيم الكرمي المتخبط هذا الموسم. في المقابل يسعى الفريق المضيف لتحقيق الانتصار الأول في مرحلة الإياب بعد تعادله الثمين في الجولة الأولى أمام نادي جنين، مستغلاً عاملي الأرض والجمهور بالإضافة إلى عودة خالد سالم ليذود عن ألوان الأصفر الكرمي. انطلقت المباراة ومرت دقائقها الأولى بأداء حذر من قبل الفريقين مع محاولات مبكرة وخجولة لأصحاب الأرض من أجل مباغتة الفريق الضيف بهدفٍ مبكر يربك حسابات الفريق القادم من أغوار أريحا للحصول على الثلاث نقاط فقط. وأضاع هلال أريحا فرصة هدفٍ لا يعوض أمام المرمى شبه الفارغ لكن الحظ وسوء التركيز وقفا أمام المهاجم سامح علوان ومنعا الفريق الضيف من افتتاح غلة أهداف اللقاء "16".فرصة رد عليها المركز بتسديدة عبر الرواق الأيسر بأقدام منصور مصلح لكن تسديدة الأخير جاءت عشوائية واعتلت المرمى بكثير، لكن الهدف الأول لم يتأخر كثيراً وجاء عبر المتألق محمد الناطور الذي استقبل عرضية نور بلال كما جاءت هز بها الشباك الهلالية وأشعل الجماهير الكرمية السمراء "18".هدف الزعيم الأول فتح المباراة على مصراعيها ودفع هلال أريحا للأمام الأمر الذي جاء بنتيجة معاكسة عليه حيث رد الناطور الهدية وقدم كرة على طبق من ذهب للقائد الذهبي فادي سليم داخل منطقة الجزاء مسجلاً الهدف الثاني ومشعلاً أجواء اللقاء على صفيح أصفرٍ ساخن "20".بعد الهدف الثاني ظهرت أطماع أبناء الزعيم لزيادة الغلة التهديفية والترحيب بعودة المدرب مصطفى كنعان على طريقتهم الخاصة على الرغم من كون المهمة كانت تبدو صعبة على الورق قبيل بداية المباراة.
نصف ساعة مرت من عمر اللقاء سيطر خلالها أصحاب الأرض طولاً وعرضاً على سير المباراة وهو ما تُرجِم بهدفين رائعين من إمضاء الناطور وفادي سليم مع محاولات حثيثة لتعزيز الفارق أكثر وحسم المباراة في شقها الأول تفادياً لأي مفاجئة قد يحملها الفريق الأحمر في بقية دقائق اللقاء. وظهر الخط الخلفي لهلال أريحا مفككاً بعيداً عن التنظيم وهو ما سمح للفريق الأصفر بالصولان والجولان كيفما شاء في ثلث الملعب الأخير.
واتسمت جميع محاولات فريق الأغوار بالخجل والضعف حيث جلس حارس الزعيم حمادة خليفة مرتاحاً في مرماه دون أي اختبار يذكر باستثناء بعض الكرات الضعيفة أو الركنية والتي غالباً ما تم تخليصها بأقدام المدافعين.
ونجح هلال أريحا في تقليص الفارق من علامة الجزاء إثر مخالفة قام بها نديم الشيخ علي على لاعب الهلال محمد خليل براهمة وانبرى لها سامح علوان مسجلاً الهدف الأول للفريق الضيف ومانحاً فريقه نفساً إضافياً قد يسمح له بالعودة في اللقاء في شوط المباراة الثاني "38".
وتحسن أداء الفريق الأحمر بشكل ملحوظ بعد الهدف الأول وكاد أن يدخل استراحة بين الشوطين بالتعادل الإيجابي إثر ركلة ركنية أحدثت دربكة على خط المرمى لكن الحارس خليفة خلصها لينتهي بذلك الشوط الأول بتقدم الزعيم بهدفين مقابل هدف.
مع انطلاقة الشوط الثاني تقدم مركز طولكرم للأمام بحثاً عن الهدف الثالث في الوقت الذي فتح به هلال أريحا المساحات أمام لاعبي الزعيم وكان المركز بالفعل قريبا ص من توسيع الفارق عبر ركلة ركنية استقبلها نور أبو حيش برأسه مرت بجوار القائم الأيسر للحارس عبادة الغول "49".
وبالفعل نجح منصور مصلح في زيادة الغلة والهروب بنتيجة المباراة بعدما استقبل بينية فادي سليم الساقطة من خلف المدافعين في مواجهة مباشرة مع حارس المرمى وضعها بكل سهولة في الشباك الهلالية هدفاً ثالثاً في اللقاء "51".
رغبة المركز التهديفية ما زالت متوهجة ومن اللمسة الأولى للبديل ياسين درسين الذي دخل بدلاً من نديم الشيخ علي مرر الأول كرة بينية لصاحب الهدف الثالث منصور مصلح لكن مصلح اختار الاستعراض وحاول مخادعة الحارس بإسقاط الكرة من فوقه لكن كرته كانت أقوى من اللازم وأضاعت فرصة حسم اللقاء بشكل كبير "53".
ساعة كاملة مرت من عمر اللقاء قدم خلالها أصحاب الأرض والجمهور كرة هجومية واقعية حيث استغلوا جل الفرص التي سنحت لهم وسجلوا ثلاثة أهداف قطعوا خلالهم شوطاً كبيراً في حسم نتيجة اللقاء.
في المقابل افتقد ميدان المباراة لقتالية الهلال الريحاوي الذي كان بعيداً كل البعد عن أجواء اللقاء بلا محاولات حقيقة أو تهديدات تذكر على مرمى الحارس خليفة باستثناء الهدف الذي جاء من علامة الجزاء.
الفرصة الأولى لهلال أريحا في الشوط الثاني جاءت بعد ثلث ساعة من انطلاقة الشوط الثاني عبر تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء عبر المهاجم سامر حداد لكن تسديدته حفت المقص الأيسر لمرمى الزعيم وأبقت نتيجة اللقاء كما هي.
نشط هلال أريحا بعد فتور في الأداء من قبل أبناء الزعيم وحاولوا في أكثر من مناسبة تقليص الفارق من جديد معتمداً بشكل كبير على التسديدات من خارج منطقة الجزاء عبر سامر حداد ونصر حجيجي وذلك بعدما فشلوا في فك الشيفرة الدفاعية للخط الخلفي لأصحاب الأرض.
نشاط هلال أريحا بدا ملحوظاً وهذه المرة هدد مرمى الزعيم عبر ركلة حرة مباشرة على خط منطقة الجزاء سددها سامر حداد بقوة لكنها ارتطمت في حائط الصد الذي منع تسجيل هدف تقليص الفارق والذي من شأنه أن يشعل المباراة من جديد ويعيد الحياة والحيوية من جديد لأصحاب اللون الأحمر.
تراجع الزعيم بدا واضحاً ومريباً وظهر أنه ركن إلى نتيجة المباراة وفارق الهدفين ليباغته الهلال الريحاوي بهدف مفاجئ عبر سامر حداد الذي استلم كرة البديل عبد الرحمن براهمة ووضعها بكل سهولة في الشباك مقلصاً الفارق ومشعلاً المباراة من جديد "79".
وأنقذ ياسين درسية مرمى الزعيم من هدف التعادل المحقق بعدما سدد سامح حلوان كرة ساقطة مخادعة للحارس خليفة أنقذها ياسين درسية بكل براعة واقتدار بعدما ظن كل من يناظرها أنها عانقت الشباك في كرة تستحق أن تفوز بجائزة إنقاذ الموسم "82".
ونشط الهلال الريحاوي بشكل كبير بعد الزج بالبديل عبد الرحمن براهمة الذي مول الخط الأمامي بالعديد من الكرات التي كادت أن تقلب سير المباراة في دقائقها الأخيرة.
وحاول هلال أريحا جاهداً تعديل الكفة وتسجيل هدف التعادل في الثواني الأخيرة من عمر اللقاء لكن جميع محاولاته لم يكتب لها التوفيق على الرغم من الخمس دقائق التي رفعها الحكم الرابع كوقت بدل ضائع.
وفي الوقت الذي انهمك فيه الضيوف في البحث عن هدف التعادل انقض الناطور سريعاً عبر الرواق الأيمن ووضع كرة على طبق من ذهب لمنصور مصلح في المرمى الفارغ مسجلاً الهدف الرابع ومؤمناً على النقاط الثلاث في جيب الفريق الكرمي.