ليس الشهيد أحمد جرار ولا والده أول من سار على درب الجهاد ومحاربة الاحتلال في عائلة جرار، هذه العائلة العريقة التي لها تاريخ قديم في محاربة الاحتلال.
ففي العهد العثماني كانت العائلة تحكم منطقة جنين، والتي كانت تعرف بمتسلمية اللجون (وأيضًا كان يطلق عليها بلاد حارثة)، وذلك انطلاقًا من معقلها في قرية صانور.
حيث قاد الشيخ يوسف الجرار (وكان يلقب بسلطان البر) أكثر من 25 ألف مقاتل من عشائر جبل نابلس وشرق الأردن، بالإضافة لخمسة آلاف مقاتل أرسلهم والي دمشق، في معركة مرج بن عامر ضد جيش نابليون بونابرت، وذلك بتاريخ 16/4/1799م.
وكاد الشيخ يوسف الجرار أن يفتك بالقوة الفرنسية وقائدها كليبر، لولا أن أدركتها قوة إسناد فرنسية مسلحة بالمدافع الحديثة، ورغم انتصار الفرنسيين في المعركة، إلا أنه كان انتصارًا باهظ الثمن، وتكبدوا خسائر كبيرة.
وأدى الثمن الباهظ الذي دفعه الفرنسيون في معركة مرج ابن عامر، إلى صرف النظر عن احتلال نابلس والمناطق الداخلية من فلسطين، وأيضًا استنزفت قوة الفرنسيين مساهمةً بإفشال حصارهم لعكا، خاصة وأنهم هزموا قبلها في معركة وادي عزون التي قتل فيها نائب نابليون دوماس.
ولعل الدرس الأبلغ الذي نتعلمه من الشيخ يوسف الجرار والشهيدين نصر وأحمد جرار، هو أنه رغم اختلال موازين القوى مع العدو، إلا أن المقاومة فعل تراكمي، ولا شيء يذهب عبثًا، فتصوروا كيف كان وضعنا لو فتحت الطريق لنابليون ليحتل نابلس ويحاصر عكا بأريحية؟
هذه أرض تصنع انتصاراتها دماء أبنائها، ولا شيء يذهب عبثًا إلا عجز العاجزين.