من أكثر المراحل المقلقة للام هي مرحلة التسنين لطفلها حيث يمر الطفل بحالة صحية غير مستقرة مما يمثل ذلك اضطراب للام ومرحلة من عدم الاستقرار النفسي لخوفها الشديد علي طفلها من أعراض التسنين.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن عملية التسنين التي تظهر فيها الأسنان اللبنية للطفل الرضيع، تبدأ بحد أدنى 3 أشهر من عمر الرضيع، و12 شهراً كحد أقصى، لكن معظم الأطفال يبدأون هذه العملية في عمر 6 إلى 9 شهور من عمر الطفل، حتى تظهر 10 أسنان المعتادة في هذا العمر، وتكتمل بقية الأسنان الـ20 بعد مرور سنوات.
وترتفع درجة حرارة الصغير بشكل طفيف أثناء هذه العملية، والتسنين عموماً يسبب حالة من عدم الارتياح للطفل والأم، ويمكن أن تؤدي بعض الأساليب المستخدمة للتخلص من ألم التسنين إلى حدوث مشاكل كبرى تصل إلى وفاة الصغير في بعض الأحيان، وتظهر الأسنان في صورة أزواج بالترتيب؛ حيث تظهر القواطع السفلية المتوسطة في بداية من عمر 6 أشهر تقريباً، وبعدها تبدأ بزوغ القواطع العلوية المتوسطة في عمر 9 شهور، ويليها القواطع العلوية الجانبية، التي تظهر في عمر 11 شهراً، ثم تنمو القواطع السفلية الجانبية في عمر 13 شهراً، يعقبها بزوغ الضرس الأول في عمر 15 شهراً، أما الأنياب فتظهر من 19 إلى 21 شهراً، ثم الضرس الثاني ويمتد ظهوره من 2 إلى 3 سنوات من عمر الطفل.
تقلق الكثير من الأمهات في حالة تأخر ظهور الأسنان عند الصغار، وتسأل المحيطين بها عن موعد ظهور الأسنان وتصاب بالقلق والتوتر، وتظن أن هناك بعض المشاكل التي أصابت صغيرها وجعلته يتأخر في عملية التسنين.
ولكن في غالبية حالات تأخر ظهور الأسنان عند الأطفال في عمر 12 شهراً، أمر غير مقلق، ولا يوجد أي داع للانزعاج لأن هناك بعض الأطفال الذين يبدأون بالزحف والحبو قبل عملية التسنين، ويؤخر ذلك من ظهور الأسنان، وهناك بعض الأطفال الذين يحتاجون إلى بعض الوقت لبزوغ الأسنان، وإذا كان هذا الأمر يقلق الأم كثيراً فيمكن أن تطمئن بزيارة سريعة إلى الطبيب المتابع للطفل، ليجرى بعض الفحوص؛ لأن بعض الأطفال يعانون ضعفاً وسوء تغذية، نتيجة عدم تناول الرضيع الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والعناصر اللازمة التي يحتاج إليها الطفل في هذه الفترة لعملية التسنين.
مع العلم بأن نقص الكالسيوم أيضاً يؤدي إلى تأخر ظهور الأسنان، ويجب على الأم أن تنتبه إلى احتواء الطعام الذي يتناوله طفلها على الفيتامينات والكالسيوم بالكميات المناسبة، والتي يحتاج إليها جسم الرضيع لإتمام عملية التسنين، وهناك أيضاً دور للعوامل الوراثية، التي من شأنها تعطيل عملية السنين، كما أن قلة تعرض الطفل إلى أشعة الشمس أحد أسباب تأخر التسنين؛ لأن أشعة الشمس مصدر كبير لفيتامين «د» وتعوض الطفل عن نقص الفسفور ونقص هذا الفيتامين، وفي بعض حالات تأخر التسنين يكون السبب قصور في إفرازات الغدة الدرقية لدى الصغير.