عندما نختلف معا في مسألة ما فأنت مخير ما إذا كنت تحبنى أم تكرهنى ولكن في هذه الحالة أنت أنت مجبر أن تحترمنى وعلينا أن نتفق جميعا أن الإختلاف سنة كونية وسبب كتابة هذا المقال هو ما صلنا له هذه الأيام الى منحدر خطير من الاخلاق وأصبح السباب والشتم وسؤ الظن هو السمة السائدة بيننا وللأسف يصدر هذا على مرأى ومسمع الجميع فى الشارع والمواصلات والمصالح الحكومية وبين الأهل والجيران والأصدقاء وعلى مواقع التواصل الإجتماعى وللأسف فانه يصدر أيضا من بعض الناس الذين تحسبهم على خير وتظنون أنهم قدوة ومثل أعلى لأنهم يدعون التدين ويظهرون بمظهر المتدين والملتزم وهو عكس ذلك .

وعلى الرغم من أن ديننا الاسلامى يأمرنا بالتحلى بمكارم الأخلاق وحسن المعاملة وأهتم بذلك كثيرا ولما لا ؟ وقد جعلها الله سبحانة وتعالى الهدف من البعث فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (( انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) كما أن ربنا سبحانة وتعالى عندما أراد أن يمدح نبيه قال له (وانك لعلى خلق عظيم ) كل هذا يؤكد قيمة وعظمة ومكانة الأخلاق فى الدين الاسلامى .كما نهانا عن الأخلاق السئية من سب وشتم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانة ويدة ) فالمسلم الحق لايسب ولا يلعن ولا يسخر من أحد ولا يغتاب أحد .

كما علمنا ديننا الاسلامى اداب الحوار واداب الاختلاف بيننا وبين الاخريين ونهانا عن سؤ الظن بغير دليل ( يا أيها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) وعلمنا بأن نسمع للاخرين ونحاورهم ونتناقش معهم بكل أدب واحترام ونقنعهم بالحجة والبرهان والدليل وفى حالة عدم الاستجابة فلا نجادل معهم وننهى الحوار فى هدؤ ولا نحول الاختلاف الى خلاف وشقاق فالحياة قصيرة جدا ولا تستحق منا الخلاف والشقاق والتناحر بل علينا أن نعيش فيها معا فى حب وود وسلام وأمان أخوة متحابين حتى لو كنا مختلفين فى الاراء .

لذا علينا باتباع تعاليم ديننا الحنيف فى الحوار والاختلاف وأن نكف عن السب والشتم والتخوين لبعضنا البعض خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى وأن نكف عن صفات المنافقين ومنها ممارسات الفجر فى الخصام بمعايرة وزكر عيوب وفضائح الشخص المختلف معك لمجرد أنك خاصمتة لأن ذلك من ايات النفاق ((واذا خاصم فجر)) وكن شخص سوى ومعتدل ومهذب حتى فى الخصام لأن ذلك من الرجولة والاحترام ..ولا تنساق وراء القيل والقال وتجنب مخالطة الجهلاء الذين يدعون المعرفة فى كل شئ وأبتعد عن المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون وتحلى بحسن الخلق حتى تنال القرب من مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم