الشيطان يخوف الناس من الفقر ويوحية بأنه إذا ترك المكاسب الخبيثة فلن يجد غيرها، ولكن لكل هؤلاء الذين يتبعون الشيطان نقول لهم من الذي رزقك يوم أن كنت نطفة حقيرة في بطن أمك؟ ومن الذي رزقك يوم أن كنت علقة؟ ومن الذي رزقك يوم أن كنت عظاما؟ ومن الذي رزقك يوم أن خرجت لهذه الدنيا لا تملك حتى اللفافة التي لففت بها؟ أليس هو الله الرزاق الكريم؟ بلى والله سبحانه وتعالي فهل قدمت له وأنت تتقلب في تلك الأحوال قربى، أركعت له ركعة، أسجدت له سجدة؟ أسبحته وقدسته؟ أتظن أن الذي رزقك من قبل أن تركع وتسجد له وتسبحه وتقدسه ينساك بعد أن أصبحت عبدا مؤمنا لربك مطيعا؟ حاشاه سبحانه وهناك بعض الناس من يبرر لنفسه بقوله السوق يريد هذا، كل الناس يفعلون ما أفعل ولست الوحيد بينهم.
فأقول له احذر فلو رأيت الناس يرمون أنفسهم في نار مشتعلة أكنت راميا نفسك؟ فما بالك بنار وقودها الناس والحجارة؟ وأن يوم القيامة لن تسأل عما فعل الناس ولن يكون فعل الناس لك حجة وإنما تسأل عن نفسك؟ وإن مع كل هذا التكريم والتقدير للمسلمين أحياء وأمواتا إلا أن الإسلام حذر أشد التحذير من تعظيم القبور، وبخاصة قبور الأنبياء والصالحين، فقد حذر الإسلام من الصلاة إلى القبور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها" رواه مسلم، وقد حذر من إضاءتها وإيقاد السرج عليها، فقال صلى الله عليه وسلم "لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج" رواه أحمد والترمذي.
وقد حذر الإسلام من البناء عليها وتجصيصها، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبر، وأن يقعد عليه وأن يبني عليه بناء" رواه مسلم، ومقبرة المعلاة وهى مقبرة تقع في بداية طريق الحجون على يمين المتوجه إلى الحرم المكي من جهة حي المعابدة في مكة المكرمة، وتضم مقبرة المعلاة أماكن مجهزة لتغسيل وتكفين الموتى، وعادة ما يحمل الموتى لمقبرة المعلاة بعد الصلاة عليهم بالمسجد الحرام، ليحمل المصلون الجنازة إلى مقبرة المعلاة لدفنها، وتعتبر المسافة بين المسجد الحرام وبين مقبرة المعلاة قريبة نسبيا، ومقبرة المعلاة مقبرة عامة لأهل مكة المكرمة، وقد ورد في فضل المقبرة حديث ضعيف عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول "نعم المقبرة هذه"
وتقع مقبرة المعلاة على سفح جبل الحجون في الجنوب الغربي الذي يمتد من ريع الحجون شمال مكة المكرمة ويشرف على المقبرة من الجهة الغربية جبل السليمانية، ومن الجهة الشرقية جبل الحجون، ويطلق عليها اسم مقبرة المعلا، بدون التاء المربوطة أو باسم مقبرة أهل مكة، وسميت المعلاة بهذا الاسم نظرا لأنها تقع في أعلى مكة، وهي في نفس الموقع القديم الذي كانت عليه في الجاهلية والإسلام، وتعد مقبرة المعلاة التي تقع في شمال المسجد الحرام، مقبرة أهل مكة منذ العصر الجاهلي إلى الوقت الحاضر، فهي تضم قبور بني هاشم من أجداد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأعمامه وقبور بعض الصحابة والتابعين، ويوجد بها قبر زوجة الرسول أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنها.