حضوري معها في أحدى الصوامع "ورش التدريب" خلق عندي نوع من أنواع الانبهار، كيف لهذه المرأة الشابة أن تصنع كل هذا بمفردها، كيف تخلق تلك الحالة التي شاهدتها من الحب والسلام النفسي بين أفراد المدربين والدارسين، حالة جديد وربما ثورة فكرية وثقافية، تقوم بها الكاتبة الصحفية المصرية، الأديبة والشاعرة، رحاب زيد التي أحدثت تغيُراً كبيراً في الحياة الثقافية في مصر بمبادرتها "الصومعة" والتي أطلقتها فورعودتها من الإمارات للاستقرار على أرض الوطن، وتهدف من خلالها إلى استقطاب المواهب الشابة ومساعدتها والأخذ بيدها ليتحول الحلم إلى حقيقة، بانتاج رواية، ديوان شعر، أو تقديم سيناريو جديد بأقلام شابة إلى المجال التليفزيوني، وكذلك عمل معارض لأفضل الرسامين والمصورين...
وبسؤالها عن الفكرة كيف قامت وإلى ما وصلت أجابت؟
كل شئ يولد بفكرة، الأفكار هي نُطف أرحام العقل والإبداع، عملي كصحفية جعلني أرى الكثير من العثرات في حياة الشباب، فلماذا لا أمد يد العون لهم وهم في بداية الطريق!!!
الصومعة تهدف لذلك ولكن لمن؟ للمبدع فقط ولمن سيُقدم قيمة حقيقة لهذا المجتمع، الذي اختلفت فيه المفاهيم وتعرض للقرصنة الفكرية والأخلاقية.
أضافت زيد .. عددنا الحمد لله في تزايد والأقلام الشابة المبدعة كثيرة وهم يعلمون أن أفضل 3 روايات ستُكتب من المتدربين لدينا، سأشارك في حق طباعتها وكذلك الدواوين الشعرية "عامي وفصحى"، أما الرسم فسيقام معرض لأفضل 6 رسامين وأفضل 6 مصورين فوتوغرافيين، والسيناريو سيتم عرضه على شركات إنتاج بيننا وبينها بروتوكول..
وبخصوص سن المشاركين في ورش الصومعة عقبت "لا يوجد لدينا سن معين، الإبداع لا سن له ونحن نريد أن نحقق حلم كل مبدع وإن وصل سنه للثمانين، نحن نزرع الحياة فكيف نُحدد سن للإبداع؟
وعن المهرجانات الثقافية التي تقيمها الصومعة قالت زيد
مهرجاناتنا ليست ربحية ولا يتم فيها أي تكريمات ولكنها مهرجانات تقوم على الإثراء الأدبي والثقافي، فمهرجان البادية المختص بالشعر البدوي والصعيدي والعادات القبائلية، ومهرجان الصناعات التراثية.. وجميع أفكارنا وأعمالنا مُسجلة في وزارة الثقافة.
أما الجديد في الصومعة صرحت زيد أن العام المُقبل سيشهد عدة تطورات منها إقامة صالون "رحاب زيد" الثقافي، الذي يناقش كل ما هو الجديد على الساحة الثقافية والأدبية والفنية..
وأعلنت زيد عن مفاجأة "مسابقة نجيب محفوظ" التي سيتم فيها أفضل رواية وطباعتها مجاناً وإقامة حفلات توقيع مجانية لها وتسليم صاحب أو صاحبة الرواية "درع نجيب محفوظ"
وفي حديثي معها قلت لها "أرى ان مي زيادة تُبعث على يديكِ من جديد" فأجابت
أحلم أن أكون كذلك وأن أكمل مسيرتها وأصنع ما لم يمهلها العمر لصناعته، تضيف زيد "أتمنى أن نتكاتف مع وزارة الثقافة لتعميم تلك الحالة الثقافية التي قطعاً ستُغير في طريقة تفكير الشباب وأخلاقياتهم"