لكل قاريء تصور ان رئيس دولتك يبيع اختك ، او بنتك كثير ما يصدم الناس ، لاسيما عندما يحب شخص ما ويبجله ، ثم يصدم بانه سيء جدا ، والشجاع من يقف ويقول : انه سيء . ويعترف بذلك ، اما اصحاب النفوس الضيقة ، المتهالكة في نفس السوء ، فانه يخلق مبررات لذلك السيء ، ولايعترف بالحقائق ، حتى لو قدمت له بوضوح تام .
التاريخ مليء حتى الغرق ، والمبررات قائمة ، حتى ان الجريمة لاتساوي شيء امام بعضهم ، لعل صفحة حلبجة وحدها عند ذكر تاريخ صدام حسين على جميع من خدع به يمحيه من ذاكرته ، بل صورة واحدة من صور حلبجة طفل يلقم ثدي امه وهما سابلان انفسهما فاجئهما الموت بالسم ( الكيمياوي ) وهو ينتشر في رائحة التفاح ! فما بال الناس ، هل لازلنا نقول عنه قائد !
من الصفحات التي غاب او غيب التاريخ فيها ، صفحة النذالة التي مارسها صدام مع حسني مبارك ، ولا تتعجب ان بسقوط صدام رأينا حسني يبكي عليه والقذافي يخلع عليه نعمه بان ينحت تمثالا له كي يخدع الشعب العربي الليبي ، كما خدع حسني الشعب العربي المصري به .
ما سر هذا البكاء وذلك التمثال ، وليس حسني والقذافي من اعتبر صدام شهيد ، بل جميع حكام العرب حتى من دخل مدنهم كالكويت وال سعود ، كان ثمة سر بين تلك العداوة العميقة وذلك الحب الغامر ، اخذ الكتاب يربطوها ان سقوط صدام ايذانا لسقوط جميع الاصنام امثاله ، وقد عبر ذلك القذافي في القمة العربية صارخا ان بعد صدام سيأتي الدور للحكام جميعا ؟ وفعلا جاء الربيع باوراقه الصفراء وكادت الكتاب تؤمن بذلك !
وثيقة بين ايدينا تشير الى سر يندي له الجبين بالوحدة العربية والاتفاق العربي حينها العراق - مصر - الاردن -اليمن ، الكوكتيل غير المتشابه الا بالظلم والطغيان ، وثيقة فضحت صدام حسين وحسني مبارك يندي لها الجبين ، في البداية شهد بها خلف عبدالصمد الذي تكلم عن مأساته داخل السجن وامام الطغاة وهم في قفص الاتهام ، وقد نشرت في الصحف ، ولعل اسماء البنات من سن ١٤ الى سن ٢٩ اثار ضجة حين يبيع صدام حسين بنات العراق للملاهي في مصر باتفاقية مع حسني مبارك الذي نفى بدوره وتنصل منها ، وكأن باستطاعة اي عربي دخول مصر من دون موافقة الامن والدولة ، فكيف رسميا تعامل مخابرات مع مخابرات
صدام حسين ، الذي يغني له العرب خارج سرب وجع العراقيين وعذابهم ، وهم يسمعون بالتلفزيون صدام يصيح : الماجدات العراقيات ، وسرا يبيعهن الى الملاهي في مصر بعيدا عن بلدانهم حكاية اشبه بالخيال ، وهي قريبة لفعل داعش ، فلا تتعجبوا من بعثيين العراق حين باعوا الشمال للدواعش وفتحوا سوقا للنخاسة فقد كانت اسواقهم سرية وصارت علينة .
الانفال اسم حملة قادها صدام مع قادتهم ومن ضمنهم وزير الدفاع سلطان هاشم الذي يطالب به البعض بالافراج عنه لانه قائد ، ولا اعرف كيف يطالب بذلك ! ضد الاكراد وبعد تهديم دورهم وحملهم رجالا ونساءا ، عزل الرجال عن النساء واعدم كثير من الرجال بينما سبيت النساء من عمر ١٤-٢٩ لتباع الى الملاهي في مصر .
وقد صدم الكثير من الاكراد الذين فروا من سلطة صدام وهم يقرأون اسماء اخواتهم وبناتهم قدبيعت الى الملاهي المصرية كتجارة رقيق ، بطل الحرية عند الكثير يعمل بالنخاسة ، وكتبت الصحف عن هذه الوثيقة والتقت البعض منها لتحقق في الاسماء والتقت مع ذويهم وسمعوا القصة وتطابق الزمان والمكان والحدث مع الوثيقة ، بينما ظل سرب المحبطون الذي لايحبون ان يروا الا الظلام يبررون لنخاسهم صدام .
الوثيقة تتكلم عن طلبية واحدة قدمتها القيادة العليا ، للفتيات اعمارهن محصورة بين ١٤- ٢٩ ، مجرد انهم معارضة تباع النساء للملاهي ، ويترك خبرهن مجهولا لذويهم في العراق ، فليس من حق احد السؤال عمن عارض النظام ، وتهجم على القائد الضرورة صدام ، لذا ظل امرهن مجهولا كباقي آلاف المجهولين الذين عارضوا او اشتبهوا بهم على انهم معارضة !
السؤال المحرج جدا : اذا كان صدام يبيع النساء للملاهي ! لماذا الانظمة العربية استقبلت ذلك ؟ وبالاخص حسني مبارك !
كما الان من يخلق مبررات لصدام سيخرج لنا المئات من عشاق حسني ليبرروا له انه لا يعلم ؟ مع ان كل داخل وخارج مصر لا يدخل الا بموافقة الامن فكيف بطلبية مجموعة من الفتيات وللملاهي ؟
قائد الامة العربية ، الذين افتوا جميع الفقهاء السلفيين بتكفيره ، ثم افتوا انه شهيد تناقض الى حد مذهل ، يذهل بتناقضه الذي يحبه العرب على انه حامي اعراضهم يبيع نساء للملاهي وحسب طلب الملهى ، اي ان هذه الفقرة تدل على التعامل الممتد والمكرر حتى باتت هناك شروط للبيع .
سيظل نخاسا في وجه الحقيقة بكل شيء ، فهو لايبيع ويشتري بالاعراض والانسانية بل باع وطن ودين ، كما ان المشتري سيبقى نخاسا مثله لانه لم يمثل اي شيء من الشهامة ، ولم يقف في وجه وسيظل في التاريخ رئيس ملهى وخمّار .
حين تقرأ ولم تشعر بالاسى على تلك الفتيات ، وحين تسمع ولم تشعر بالحزن ولم تصبك قشعريرة ، وما زلت ترى صدام صورة مشرقة لك ، يعني انك نخاسا لكن لم يسمح لك الظرف بفتح السوق كي تبيع امك او اختك او اي امرأة من بلدك !؟