يحكى ان في النظام السابق عريفا يقرأ بسجل الحضور للجنود في ساحة العرضات ، وكان من يسمع اسمه يصيح : نعم ، ثم يذهب الى القاعة للاستراحة ، وبعد انتهاء من الاسماء بقى جندي واقفا ، فسأله العريف بغضب وعصبية وجفوة : انت لماذا واقف هنا ؟ فاجاب الجندي : لم تقرأ اسمي ياسيدي ؟ فقال العريف بصوت عال و الغضب يتطاير من عينيه كشرار: قرأتُ جميع الاسماء ، وكلهم حضور غير واحد ، سجلته غياب هو مَضْرطة ، تعال وابحث عن اسمك في اللائحة فقرأ الجندي اسمه وكان : مُضر طــٰـه .. يظهر ان العريف كما اعتاد النظام السابق لم يحصل على شهادة السادس ابتدائي ولم يعرف يميز بين الهاء والتاء ، والالف الملفوظ وغير مكتوب فدمج اسمه مُضر على اسم قبيلة عربية مع والده طه .... وهذا كثير من امثاله في النظام السابق واللاحق ، والان مضر طه يعيد نفسه في الانتخابات العراقية بعد اعلان النتائج تغيرت الى نتائج ثم نتائج ، حتى سمعنا فلان فاز والقائمة الفلانية ازداد عدد نوابها وهكذا
ليس هناك تكهنات وقراءات للساحة السياسية العراقية ، فالذين كانوا يسقطون فريقا في الانتخابات باتوا بعد الفوز بحفنة من الكراسي ، التمجيد بمن سقطوا وهذا ليس بالعجيب على مهنة الاحتيال والكذب ، لكن العجيب من الامر ان الذين خسروا ، وعلى مدار فترة وجودهم بالبرلمان لم يلتقوا او يجتمعوا ، وان حدث كانت هناك " رشقة " من النبال من التهم والشتائم ، لكنهم على اختلاف مشاربهم ومفاتنهم الطويلة الباع لم يجتمعوا ولا مرة من اجل العراق ، ولا من اجل الشعب ، ولا من اجل قضية ما ، بل كانوا مختلفين بكل شيء ونقضين ، الا انهم بعد الخسارة اجتمعوا في طاولة كانت بكراسي معدودة فلم يتحرج بعضهم من الوقوف خلف الجالس الذي احترمه الان واجله وكان سابقا متهم بالخيانة والولوغ في دم الشعب العراقي .
البرلمان الحالي الذي بدأ العد التنازلي بزواله لم يجتمع - بعد مناشدات ولغط القول ، وكفره - من اجل تبديل المفوضية ، بل اصروا على عدم تبديل الوجوه والقانون ، ولم يتفقوا على تغير قانون الانتخابات بل زادوا نسبة من ٣٪ الى ٧٪ كي يبقوا على تلك المقاعد الخاوية ، ولم يتفقوا على العد اليدوي بل ظلوا مصرين على الاليكتروني ، وظل الضغط على الشعب من قبل الحكومات المحلية في تسجيل الباميتري ، حتى وصل الحد الى انتهاج القسرية في ذلك واتباع سنة البعث في تهديد الناس بارزاقهم التي صابها الترهل والشيخوخة وفقدت بمرض الزهايمر كثير من مفرداته ( الصابون ، والتايت ، والشاي ، والحمص ، والعدس ، والحليب ، وظل الطحين " الدقيق" والدهن ، والرز عبارة عن ضيف يزورك شهرا ويغيب عنك ما شاء ) علما ان الباميتري على الرغم من ان البرلمان اصر بنزاهته وظل الضغط قائما على حصول بطاقته من قبل الحكومة والبرلمان على الشعب فقد كلف الميزانية من الرحلات ايلاف المفوضية بالشتاء والصيف وكذلك الاجهزة والدورات ... والخ مليارات الدولارات ، في النهاية يجتمع البرلمان في ٦ /٦ /٢٠١٨ بعد اعلان النتائج وذلك العراك على عرين البرلمان ليعلن :-
١- الغاء المفوضية واستبدالها بالقضاء .
٢- انتخاب تسع قضاة بدل المفوضية .
٣- الغاء التصويت الخاص بكردستان.
٤- الغاء التصويت النازحين.
٥- الغاء تصويت الخارج .
٦- اعادة العد يدويا من قبل القضاة المنتخبين من البرلمان الذين سيصوت على اسمائهم يوم السبت المقبل المصادف ٩ / ٦ / ٢٠١٨
وتم التصويت بامتياز على هذه القرارات ، وذهبت تلك المليارات التي سكبتها الحكومة في كأس المفوضية ، وظل السكر يداعبها بحنين بينما سيعودون للفرز اليدوي الذي اعتادوا عليه في الدورات السابقة ، وذهبت تلك الاموال وسيحتاج اموال جديدة للذين يعدون الآن ، وهكذا تكون الميزانية عبارة عن عد وفرز وايلاف البرلمان والحكومة والمفوضية في الشتاء والصيف ، وظل الشعب تحت نيل الخصخصة والمصمصة التي تجعل المواطن يستلم من الدولة الراتب بيده اليمنى ليسلمه بعد ساعات الى الدولة بيده اليسرى ، بينما يعمل الفلاح والعامل طيل النهار ، ليعطي ما جناه في اخره وينام يفكر ماذا سيعطي غدا ، فيصلي وينام بامل انه يصحو نشيطا كي يسجل دورته العبودية مرة اخرى ، ليعود الى دائرة اقطاعية البرلمان والحكومة والرئاسة التي لم تقدم له اي شيء
مما يثير للجدل ان البرلمان لم يعقد جلسه يناقش فيه ولو استنكارا لتركيا بقطع المياه ، بالطبع لانه يشرب مياه مستوردة ، فان الرافدين لم يرضعه ولم يطعمه ، لان حتى ما يأكله من لفائف البلدان وعجائبها ، فلايدري ان عطشت نخلة العراق ، لان التمور الان كلها من الخارج الذي ليس فيه نهر( (بوادٍ غير ذي زرعٍ ) ) ابراهيم : ٣٧ ، وكذلك الاطعمة والاجبان والمياه ، لا ادري هل حقيقة ان السعودية تستخرج من المياة الثقيلة الراني والمياه المعبأة للشرب ، اذا هنيئا لمن يشربه وهو يشرب براز من تعاون ودفع الغالي والنفيس كي يفجرويقتل ابناء الرافدين ويقطع نخيل العراق ويجفف مياه دجلة والفرات .
يظهر ان درس عدم ظهور الشعب العراقي للانتخاب لم يكن كافيا ، وصفعة على جبين السياسة ( برلمان وحكومة ورئاسة، واحزاب ) لم يعوا منها شيء فظلوا يبرمجون ذات البين فيما بينهم لاعادة الخطوط السمر والداكنة في حليب الاحتيال ، فاجتماع الخسارة وقابلية التزوير ، هي عبارة عن عادة اعتادوها ، فهل المزور المواطن ؟ من المضحك ان يتنابذوا فيما بينهم بالتزوير ، فالتزوير لايرومه المواطن بل الاحزاب ، فاذا كانوا في بداية طريقهم هم من يغشوا ويزورا ويحنثوا فإلى اين ينتهي الطريق بالاعمى .
حقيقة مؤلمة جدا ، ان من يقودون البلد لايمتهنون الا الكذب ، والتزوير ، ليس انا من اقول بل اعترافهم بالتزوير واقالتهم المفوضية والغاء بعض الصناديق واعادة الفرز واعترافهم بالتزوير هو الذي قال ، اثبتوا بالعلن انهم لصوص حجوا البيت الحرام للسرقة وزارواالمقابر لسرقة الاكفان ، ليعودوا بجديد الفتنة وحرب كي تباع الاكفان من جديد .
من المؤلم ان مضر طه لازال واقفا ولازال الحكم نفسه السابق واللاحق مضرطة حسب لفظ العريف الذي لايعرف من الكتاب الا الباء .