استقبل سامح شكري وزير الخارجية يوم 23 الجاري "فو فان ثونج" رئيس لجنة المعلومات والاتصالات وعضو المكتب السياسي بالحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وجهود تطويرها في مختلف المجالات، فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن وزير الخارجية استهل اللقاء بالترحيب بالوفد الفيتنامي، وتطلع مصر لأن تسهم الزيارة في دعم جهود تطوير العلاقات الثنائية ودعم التنسيق المشترك القائم في المحافل الدولية، مؤكداً على العلاقات التاريخية بين البلدين، ومثمناً التطورات الإيجابية التي شهدتها تلك العلاقات خاصة قيام السيد رئيس الجمهورية بزيارة هانوي في سبتمبر 2017، في أول زيارة لرئيس مصري إلى فيتنام منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين. كما أشار وزير الخارجية إلى أن اللقاءات العديدة بين كبار المسئولين بالبلدين على هامش الفعاليات الدولية، وزيارات عدد من المسئولين الفيتناميين إلى مصر، تعكس جميعها حجم الصداقة وعلاقة التعاون التي تجمع بين البلدين. وقد أعرب وزير الخارجية في هذا الإطار عن تطلع مصر لاستقبال الرئيس الفيتنامي في أقرب فرصة ممكنة.
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، أشار أبو زيد إلى أن الوزير شكري نوه بالتقدم الكبير الذى حققته فيتنام على الصعيد الاقتصادي والتنموي من خلال تجربة التحديث التي بدأتها منذ ثمانينات القرن الماضي، وهو ما يعد نموذجا يحتذى به من جانب الدول النامية، مؤكداً حرص مصر على تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث شهدت الفترة الماضية العديد من الاجتماعات كان آخرها عقد الاجتماع الأول للجنة الفرعية للتعاون التجاري والصناعي، المنبثقة عن اللجنة الوزارية المشتركة في القاهرة يومي 22 و23 أبريل 2018، حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال المعارض على هامش الاجتماع.
وأوضح أبو زيد، أن الوزير شكري أشار إلى استعداد مصر لتعزيز الاستثمارات المشتركة، خاصة مع تطلع مصر للاستفادة من الخبرات الفنية لفيتنام في مجال تنمية مصايد الأسماك، وزراعة الأرز في المناطق شحيحة المياه، وصناعة السفن، والتعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والبترول، والغاز والطاقة المتجددة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى تنشيط السياحة الفيتنامية إلى مصر. كما أعلن الوزير شكري خلال اللقاء موافقة الأزهر الشريف على زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة لفيتنام من 3 إلى 10 منح سنوية.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، أشاد وزير الخارجية سامح شكري بمواقف فيتنام الداعمة لمصر في هذا المجال، حيث عرض جهود القوات المسلحة والشرطة لمكافحة ظاهرة الإرهاب على المستوى الداخلي، خاصة في إطار العملية الشاملة سيناء 2018، مشيراً إلى أن العمليات الإرهابية التي شهدتها عدد من الدول الآسيوية مؤخراً تثبت صحة وجهة النظر المصرية تجاه مكافحة تلك الظاهرة التي تستهدف الأمن والاستقرار في كافة أرجاء العالم.
وفيما يتعلق بالتعاون الإقليمي مع رابطة الآسيان، أشار وزير الخارجية إلى قيام مصر بتوقيع معاهدة الصداقة والتعاون مع رابطة الآسيان، موجها الشكر إلى فيتنام لتأييدها انضمام مصر لهذه المعاهدة، ومؤكداً اهتمام مصر بالحصول على وضعية "شريك حوار" مع الرابطة، والتطلع للحصول على دعم فيتنام في هذا الصدد. وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن رئيس لجنة المعلومات والاتصالات بالحزب الشيوعي الفيتنامي أعرب عن امتنانه البالغ بزيارته لمصر واللقاءات التي تم ترتيبها له مع المسئولين المصريين. وأكد في هذا الإطار على أن حكومة فيتنام والحزب الحاكم يولون اهتماما خاصا بتعزيز العلاقة مع مصر، لاسيما وأن مصر تحظى باحترام وحب جموع الشعب الفيتنامي وتقترن في اذهانهم بموطن الحضارة والثقافة الإنسانية. كما أعرب عن تقدير بلاده للدور الرائد الذي تقوم به مصر في إطار حركة عدم الانحياز، وسبيل دعم الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط. وأضاف المسئول الفيتنامي، بأن العلاقات الثنائية شهدت تطوراً ملحوظا خلال الفترة الاخيرة، لاسيما بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السيسي إلى فيتنام، وهو ما انعكس بشكل ملحوظ على زيادة حجم التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي، مشيراً إلى أهمية توسيع مجالات التعاون لتشمل التعليم والفنون ومكافحة الإرهاب والاستثمار وأمن المعلومات.