جميل جدا أن نشعر بالألم النفسي عندما يلحق الأذى أو الضرر بالآخرين، فهذا دليل واضح على نقاء الفطرة وسلامة القلب ، وعلى الرغم من ذلك فإنه من غير المنطقي تأنيب الضمير والشعور بالذنب بمناسبة وغير مناسبة، '''هى حقا عادة مدمرة "" . الشعور الدائم بالذنب عادة نسائية مدمرة، تحرمك السعادة وتنغص عليك العيش، فالمرأة التي تبلى بهذه الحالة لا يمكن أن تعرف مذاقا للفرح أو معنى للحظات السعيدة، وعلى الرغم من إمكانية معاناة الرجل من هذا المرض النفسي فإن الإحصاءات المؤكدة تشير إلى تفوق المرأة في هذا الصدد، وتتلخص هذه العادة في الإحساس بالذنب تجاه كل صغيرة وكبيرة، ويرى علماء النفس أن هذه الصفة تأتي لصيقة بالمرأة على وجه الخصوص بسبب النشأة أو التربية، فالطفلة الصغيرة تعايش الحياة اليومية للوالدين في المنزل فترى بعينيها الأم مسؤولة عن جميع احتياجات الأب وبقية أفراد الأسرة، هنا يترسب في ذهنها قناعة بأن للمرأة وظيفة أساسية في الحياة؛ وهي الاهتمام بمن حولها والعمل على راحتهم ورعايتهم، وأي تقصير في هذه الوظيفة لا ينبغي أن يقع، هي لا ترى المسؤوليات التي يقوم بها الأب، وذلك لأن عمله والأعباء التي يقوم بها غالبا ما تكون خارج المنزل، بالنسبة للولد لا يصاب بهذه الحالة لأنه في البيت يرى بعينيه أن الرجل (الأب) هناك من يخدمه ويقوم على راحته، هنا يترجم عقله الباطن هذا المشهد أنه عندما يكبر ويتزوج، فستكون هناك امرأة أخرى تهتم به وهي الزوجة. وبالفعل ان تأنيب الضمير على كل صغيره وكبيره له آثار مدمرة قلق وتوتر: حتى مع أبسط الأمور وأقلها تعقيدا؛ فالمرأة التي تعاني هذه الحالة تقع فريسة للقلق والتوتر الدائم، فهي قلقة بخصوص كل شيء في الحياة، وفي الحقيقة القلق هنا شعور طبيعي يقوم به المخ؛ لأنه يعلم مسبقا أنه إذا حدث مكروه ما فسيكون هناك صراع داخلي قوامه الشعور بالذنب والإحساس بالتقصير، مثلا خلال فترة الامتحانات تشتعل نار التوتر ولا تنطفئ إلا عندما تنتهي هذه الفترة العصيبة، ولا نقصد هنا القلق الطبيعي، وإنما نعني تلك الحالة المرضية المستمرة من التوتر. وكذلك " الحزن الذى لا ينتهي " : لا تعرف السعادة طريقها إلى هذه المرأة أبدا، فالشعور بالذنب هنا يراودها على كل صغيرة وكبيرة، وفي جميع الأوقات لا بد أن يحدث أمر من هذا القبيل، فبكاء الطفل يسبب لها شعورا بالذنب؛ يترتب عليه كآبة لأنها لم تستطع منع هذا الأمر، وبالنسبة للمشكلات الكبيرة تكون جرعات الحزن مضاعفة؛ حتى في أوقات السعادة فلديها إحساس بالذنب لأنها سعيدة وغيرها لا ينعم بمثل هذه الحالة، وربما تتذكر أشخاصا بعينهم يعانون أمراضا ومشكلات معينة، فهي مسجونة في زنزانة الشعور بالذنب وحولها جدران الحزن والكآبة. وايضا " مشكلات صحية وجمالية " : تخيلي معنا إنسانة تعيش حالة دائمة من القلق والتوترات النفسية؛ هي نفسها تحمل هموم البشر من حولها، لا تعرف مذاقا للسعادة، وإنما تسيطر مرارة الحزن على حياتها، فمن البديهي بعد ذلك كله أن تكون ارضا خصبه وملاذا آمنا للأمراض والأوجاع، فهؤلاء معرضات أكثر من غيرهن للإصابة بالكثير من الامراض . القليل منه لا يضر.. هنا نقصد الشعور بالذنب، فعندما يكون لدينا إحساس بالمسؤولية تجاه ضرر ما تسببنا به، فسيدفعنا ذلك إلى الحرص وعدم تكرار الخطأ، كما أن ذلك يعتبر بمثابة مشاركة وجدانية مع الشخص الذي ألحقنا به الضرر، لكن من غير المستحسن أن يكون الشعور بالذنب هو المسيطر علينا في كل صغيرة وكبيرة، فأنت لست مسؤولة عن الكون من حولك ولا يدخل في نطاق تخصصك تحقيق السعادة للآخرين، ولو كان ذلك على حساب نفسك. سامحي نفسك: قبل أي شيء آخر تعلمي مسامحة نفسك؛ فإذا كان الشعور بالذنب يؤرقك؛ فلا بد من التفكير بطرق إيجابية للتخلص من هذا المرض، فكري جيدا في الأمور التي تسبب لك هذا الشعور، اكتبي قائمة بهذه الأشياء، ربما تكون تصرفات حمقاء قد مرت وانتهت، ومن الممكن أن تكون أوهاما لا أصل لها، بعد ذلك اسألي نفسك: كيف يمكنك نسيان هذه الأمور؟ يفيدك في ذلك أنها أصبحت جزءا من الماضي الذي لا يتغير، ومن ثم لن يجدي الندم ولا الشعور بالذنب؛ لذا فمن الأولى مسامحة النفس...... "" وهذه هى الخطوة الاولى """ تصحيح الخطأ: بدلا من جلد الذات والاستمرار في هذا الشعور الذي يسلبك الصحة والجمال ويحرمك السعادة، حاولي تصحيح أخطائك التي كانت سببا في الإحساس بالذنب . تعلمي الرفض: لكل شخص منا قدرات وإمكانات معينة، ولا بد من توزيع المهام والمسؤوليات اليومية بقدر ما لدينا من إمكانات، ونترك جزءا للراحة والاسترخاء، هذا هو المنطق الذي يجب السير عليه، فإذا كان لديك ثماني ساعات بمكان العمل ومطلوب منك إنجاز مجموعة من الأعمال ثم طلبت إحداهن مساعدتك، إذا كان لديك فرصة في تحقيق ذلك فلا ضير، أما إذا لم تسعفك قدراتك ولا وقتك ولا الإمكانات المتاحة، فلابد من الرفض، كوني واضحة وصريحة وأعلنيها مدوية “آسفة لا أستطيع ذلك”، إذا اعتدت على هذه الطريقة فلن يسيطرعليكى أي شعور بالذنب، أما إذا حرصت على إرضاء الجميع على حساب نفسك، ففي أي مرة تعجزين عن المساعدة سيقتلك الشعور بالذنب. حرري نفسك من هذه الزنزانة وتنفسي نسيم الحرية، لا تسجنى سعادتك بأسوار عالية من شعور يدمرك من الداخل دون أن يدري بك أحد.. استمتعي بحياتك وارسمي لنفسك بعض الأهداف التي يجب إنجازها، واهتمي بمن حولك قدر استطاعتك، فإذا أخطأت اعتذري وكفى، واعلمي أنه مهما كانت نفسك مدججة بمشاعر الأسى والحزن على الآخرين فلن يفيدهم ذلك في شيء. ......وفى نهايه مقالى ........ اجعلي الماضي فقط للتعلم منه حتى لو اخطأت واعتبريها وسيلة للتعلم وليس لجلد الذات وإلا فإن تأنيب الضمير بالشكل الذي يؤذي النفس ويفسد متعة الحياة عليك .