لا يزال الشك في عقد القمة العربية التاسعة والعشرين في الرياض في آذار / مارس بسبب التطورات الإقليمية الأخيرة. وفي 23 آذار / مارس، ينبغي عقد القمة العربية في الرياض بالمملكة العربية السعودية، ولكن هذا التاريخ يبدو غير مؤكد لعدة أسباب.
وستشهد مصر انتخابات رئاسية في نهاية مارس، حيث يتعين على المصريين الاختيار بين اثنين فقط من المتنافسين؛ الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ورئيس حزب غد موسى مصطفى موسى. وسيكون من الصعب المشاركة في القمة العربية التاسعة والعشرين في الرياض حيث ستشهد مصر حدثا سياسيا مهما بعد ثلاثة ايام فقط من موعد القمة. وقد يكون هذا سببا لتأجيل القمة.
ويمكن للجامعة العربية والمملكة العربية السعودية ومصر ترتيب موعد مناسب آخر لعقد القمة في الرياض حتى تتمكن مصر من المشاركة بفعالية. ومع ذلك، قد يكون هناك سبب آخر للتأجيل، حيث أن قطر، أحد أعضاء الجامعة العربية، ما زالت تقاطع سياسيا من قبل اللجنة الرباعية العربية؛ ومصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وفقا لما ذكره الكاتب العربي يوسف أيوب.
وفي الخامس من يونيو، قطعت الدول العربية الاربعة علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر على دعمها الواضح للجماعات الارهابية والمتطرفين والدولة الايرانية الفارسية. ومن جانبها نفت الدوحة هذه الاتهامات. وقال يوسف: "تصر الدوحة على دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للجنة الرباعية، وهذا يعتبر عقبة رئيسية تعيق حل المعضلة الحالية بين اللجنة الرباعية العربية وقطر". وعلى الرغم من أن الكويت لعبت دور الوسيط في تداعيات الرباعية العربية-قطر، قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن الكويت ودول العالم توقفت عن التوسط.
ونفى وزير الخارجية القطري دور الوساطة الكويتي واعترف في تصريحات صحفية بأن دور الوساطة الأمريكي في هذه الأزمة العربية. وعلاوة على ذلك، فإن مشاركة الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني في قمة الرياض تعتبر مأزق حقيقي، حيث أن الحكام السعوديين لن يقبلوا وجود الأمير القطري في الأراضي الملكية السعودية قبل قبول مسؤول قطري وموافقة اللجنة الرباعية الأربعة عشرة مبادئ.
وتشمل المبادئ ما يلي: الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب، ووقف التمويل وتوفير الملاذات الآمنة للجماعات الإرهابية، وتعليق جميع أعمال الاستفزاز والخطب التي تحرض على الكراهية أو العنف.
وباعتبارها دولة عضو في جامعة الدول العربية، يتعين على المملكة العربية السعودية أن توجه دعوة رسمية إلى قطر لحضور القمة العربية في الرياض، ضد الإرادة السياسية السعودية. وكشف ايوب ان قطر لن تتردد مطلقا في حضور القمة. واضاف "ان المملكة العربية السعودية في حالة فوضى عميقة اذ انها لا تستطيع ابدا منع المشاركة القطرية في القمة العربية".
ويرى المراقبون السياسيون ان تجميد العضوية القطرية في جامعة الدول العربية قد يكون حلا لمنع الانتهاك السياسي والدبلوماسي السعودي الذي قد يرتكب اذا ما حاول الجانب السعودي منع المشاركة القطرية في القمة المقبلة في الرياض.
استضاف الاردن القمة العربية الثامنة والعشرين بمشاركة 15 من قادة الدول من الدول الاعضاء ال 22 الذين ناقشوا الصراعات في سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين.
كما شارك الامين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريس والممثل الاعلى للاتحاد الاوربى للشئون الخارجية والسياسة الامنية فيدريكا موغيريني ورئيس لجنة الاتحاد الافريقى موسى فاكي والمبعوث الامريكى الخاص للمفاوضات الدولية جيسون جرينبلات ايضا فى القمة فى البحر الميت.