يشارك منبر المرأة الليبية من أجل السلام للمرة الثانية في فعاليات الدورة الثانية من مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة المنعقد فى الفترة من 20 إلى 26 من فبراير الجارى.
وافتتح المهرجان ضيفة الشرف المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، التي كرمها المهرجان من خلال اطلاق اسمها على هذه الدورة، بحضور لفيف من الشخصيات النسائية السياسية والممثلات عن المنظمات الحقوقية والاجتماعية والفنانين والفنانات من انحاء الوطن العربي.
وشارك منبر المرأة الليبية من أجل السلام في فعالية منتدى نوت لقضايا المرأة، الذي يعقد ضمن المهرجان وتديره الكاتبة عزة كامل، بالفيلم الوثائقي «معزوفة الموت»، الذي يتناول معاناة مدينة بنغازي مع الألغام ومخلفات الحرب، وهو من إنتاج منبر المرأة الليبية من أجل السلام وإعداد الصحفية خديجة العمامي. وافتتح عرض الفيلم المناضلة جميلة بوحيرد في حضور شخصيات نسائية وممثلات عن المجتمع المدني وناشطات حقوقيات.
وصرحت الزهراء لنقي، رئيسة منبر المرأة الليبية من أجل السلام، «هذه هي مشاركتنا الثانية في مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة ونحن حريصون على المشاركة فيه كل عام لكونه فرصة لنقل صورة حية من داخل المجتمع الليبي إلى الخارج، وفرصة لتسليط الضوء على ما يعانيه المجتمع الليبي لاسيما الفئات المهمشة منه. ففي العام الماضي سلطنا الضوء في فيلمنا الوثائقي «العدالة لسلوى عدالة للجميع» على التحديات التي يواجهها المدافعون والمدافعات على حقوق الإنسان، وسلطنا الضوء على ظاهرة الإفلات من العقاب وقضية اغتيال المناضلة سلوى بوقعيقيص والآخرين الذين لم يُجرى تحقيق مستقل في قضاياهم بعد».
وأضافت لنقي، «هذا العام اخترنا المشاركة بفيلمنا الوثائقي «معزوفة الموت: قصة مدينة تحاصرها الألغام» لنسلط الضوء على ما يعانيه المدنيون في مدينة بنغازي جراء الألغام، فلازالت الألغام تحصد أرواح الناس ومن ثم لا يمكن الحديث عن سلام مستدام والقتل اليومي مستمر دون محاولة ايقافه، ولا يمكن البدء في إعادة الإعمار حتي يتم إزالة الألغام ومعالجة آثارها».
ورحبت لنقي بحضور المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد العرض الخاص للفيلم الوثائقي، وقالت إن بوحيرد «قد تأثرت جدا بمشاهد الوثائقي وسالت دموعها قهرا على الدماء التي تسيل في ليبيا كل يوم». وأضافت: «قد تشرفنا هذا العام بكون السيدة المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد ضيفة شرف هذا المهرجان».
يعد منتدى نوت محورا يربط المرأة بقضايا الوطن ولاشراك الرجال في التوعية بقضايا المرأة، وأكدت السفيرة مرفت التلاوي، رئيسة مجلس أمناء مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ورئيس منظمة المرأة العربية، على أهمية وضع تمكين المرأة هدفاً أساسياً للمنتدى حيث أن المرأة «أصبحت تساهم بشكل بارز في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الرغم من محاولات البعض تحطيمها والتقليل من شأنها»، وقالت «إن المهرجان يدعو إلى مواجهة العنف ضد المرأة، ومناقشة الأدوار الجديدة لها التى تساهم فى الارتقاء بالمجتمع، وتمنت أن تعود السينما كأحد الفنون الهادفة، كما بدأت لتوجيه مستقبل الشباب إلى الأفضل، ووصفت جميلة بوحيرد، بأنها مثال للمرأة العربية في إصرارها على الدفاع عن وطنها».
وقالت هيباق عثمان، رئيس منظمة كرامة أحد رعاة المهرجان، إن «المهرجان فرصة لعرض الفنون التي تمثل روح الشعوب وتمثل المرأة التي هي جوهر المجتمع، وفرصة للخروج من الدوائر المغلقة والتواصل مع الشعوب عن طريق الفنون».
وقالت الكاتبة عزة كامل، مدير منتدى نوت لقضايا المرأة، «اليوم هو يوما تاريخيا بالنسبة لمهرجان سينما المرأة في أسوان لحضور المناضلة الكبيرة جميلة وأيضا هو يوم تاريخي لمنتدى نوت حيث ستشاركنا بحضورها الذي سيعطي دفعة قوية للمنتدى. ونساء أسوان كن في استقبالها فهن في تعطش شديد لتحيتها والإستزادة من روحها فيما يخص نضال المرأة السياسي وحب الوطن».
وقالت السيدة سعدية الوضاح، عضو المجلس الوطني لحقوق الانسان في المغرب وعضو منظمة كرامة، إن «المشاركة في منتدى نوت الثقافي، الذي يلازم مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة، هو محطة لتبادل التجارب الإقليمية في مجال مناهضة العنف ضد النساء بما فيها القوانين الصادرة ذات العلاقة، وهذا يعتبر نقاشا عموميا يساعد على تطوير أساليب مواجهة هذه الظاهرة».