أكد وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور مجددا تأكيده على أهمية العلاقات بين مصر والسودان، مؤكدا أن هناك لجان مكلفة بحل أية مشاكل معلقة. وأوضح غندور في مؤتمر صحافي يوم الخميس أن هناك ثلاث لجان تعالج شؤون الحدود والمشاورات القنصلية والسياسية مع ممثلي البلدين.
واضافت وكالة الانباء السودانية ان السفير السوداني سيعود الى القاهرة قائلا "سيتم الاعلان عنه في الوقت المناسب". وفي يناير، استدعت الخرطوم سفيرها من القاهرة لاجراء مشاورات دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وردا على سؤال حول ما اذا كان من المتوقع ان يعود السفير السوداني الى القاهرة لاستئناف عمله قال الرئيس عبد الفتاح السيسي "انه امر مفروغ منه" خلال قمة ثلاثية الشهر الماضي في اديس ابابا مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس الوزراء الاثيوبي هايليماريام ديزاليغن.
وقال غندور في مؤتمر صحافي عقده اليوم الخميس ان "السودان قلق من علاقاته مع الدول المجاورة التي نتشاطر معها مصالح مشتركة". واضاف الوزير السوداني ان بلاده تولي اهتماما كبيرا للدبلوماسية الحدودية مشيرا الى انه تم فتح حدود بين السودان ومصر لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وفى وقت سابق من هذا الشهر اجتمع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى وغندور فى القاهرة لبحث القضايا الاقليمية والدولية بما فى ذلك القضايا المتعلقة بحوض النيل والامن المائى. وقال غندور ان العلاقات المصرية السودانية "مقدسة ولن تدمر".
وأعرب شكري وغندور عن مخاوفهما من الإطاحة اللفظية التي تتم بين وسائل الإعلام السودانية والمصرية، واتفقا على وضع مدونة شرف إعلامي مشترك.
اعتبرت قمة اديس ابابا الشهر الماضى انطلاقة فى المفاوضات المتوقفة لسد النهضة الاثيوبية الكبرى بين الدول الافريقية الثلاث. ويأتي ذلك بعد سنوات من المفاوضات، منذ مايو 2011، بين مصر وإثيوبيا والسودان.
وقد قال الرئيس السيسي كلمات مطمئنة بعد الاجتماع الثلاثي في أديس أبابا، حيث تحدث إلى شعب مصر وإثيوبيا والسودان قائلا: "مطمئن تماما ... مصلحة إثيوبيا والسودان هي مصر أيضا ... نحن نتحدث كبلد واحد ، وليس ثلاث ولايات ". ورفض حتى أن يطلق على قضية جيرد" أزمة ".
ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة في الشؤون الإثيوبية الداخلية، والتي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء الإثيوبي هياماريام ديزاليغن، قد أرسلت مخاوف من تأثير سلبي على المفاوضات المتعلقة بالتجارة. ويشير الخبراء إلى أن ديزاليغن هو العامل الرئيسي في قضية نهر النيل، نظرا لعلاقته الودية مع الرئيس السيسي.
وردا على طلب من اثيوبيا ارجأ السودان اجتماعا ثلاثيا يضم مصر حول سد النهضة الاثيوبى الكبير الذى من المقرر ان تستضيفه الخرطوم الاسبوع القادم.
وأعربت مصر عن قلقها إزاء قدرة السد على تخزين المياه خشية أن يؤثر ذلك سلبا على حصتها من مياه النيل. ومع ذلك، نفت إثيوبيا مرارا وتكرارا أي تأثير سلبي لل جيرد على حصة مصر من مياه النيل.
وقد أعلنت مصر في وقت سابق موافقتها على التقرير الذي أعدته برل للاستشارات، على المبادئ التوجيهية التي ينبغي اتباعها عند إجراء دراسات عن آثار السد. بيد أن إثيوبيا والسودان رفضتا نتائج التقرير، مما أعاق استمرار الدراسات اللازمة لإقامة السد.