قصف جديد على الغوطة الشرقية أسفر عن مقتل العشرات اليوم الخميس، ليصل بذلك عدد القتلى من المدنيين في هجوم استمر خمسة أيام من قبل الحكومة السورية إلى أكثر من 400. ورفضت الدعوة إلى هدنة إنسانية في إحدى أكثر مراحل النزاع السوري دموية منذ سبع سنوات، حيث قتل 46 شخصا آخرين بسبب الغارات الجوية وإطلاق الصواريخ.
وكان الدبلوماسيون يعملون على تأمين الدعم الروسي لقرار مجلس الامن الدولي يطالب بوقف اطلاق النار لمدة شهر في الجيب الذي وصفه رئيس المنظمة الدولية انطونيو غوتيريس بانه "جحيم على الارض" لكن لم يحدد موعد. وكان الناس يتجمعون في الطوابق السفلى حيث قصفت القوات الحكومية الجيب المحاصر بالصواريخ والقنابل، وحولت المدن إلى حقول أنقاض، بل وضربت المستشفيات.
وقالت منظمة "اطباء بلا حدود" ان 13 من المنشآت التي تدعمها في الغوطة الشرقية قد تضررت او دمرت خلال ثلاثة ايام مما ترك عددا قليلا من الموظفين لا يستطيعون انقاذ المئات من الجرحى الذين جلبوا اليهم كل يوم. وفي مشرحة المستشفى في دوما، المدينة الرئيسية في الجيب الواقعة شرق دمشق، كانت جثث ملفوفة بالأكفان البيضاء تتصاعد على الأرض، اثنان منهم من الأطفال.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "خمسة ايام من الغارات الجوية والنيران المدفعية المكثفة من قبل النظام وحليفته الروسية قتلت 403 مدنيين بينهم 95 طفلا". ويبدو ان الامطار الصباحية كانت تبقي الطائرات الحربية فى بادئ الامر يوم الخميس ولكن السماء سقطت قبل منتصف النهار والطائرات، وبعضها روسى وفقا للمرصد، عاد قريبا.
من جانبها نفت روسيا حتى الان تورطها المباشر فى الهجوم على الغوطة، بيد ان صحيفة الوطن السورية الموالية للحكومة ذكرت يوم الخميس ان الطائرات والمستشارين الروس انضموا الى المعركة.
ويذكر ان النظام والقوات المتحالفة تحشد حول الجيب الذى يعيش فيه حوالى 400 الف شخص قبل هجوم برى محتمل للقضاء على الجماعات الاسلامية والجهادية.
وقالت أم عبده البالغة من العمر 53 عاما، التي انضمت إلى مجموعة كبيرة في الطابق السفلي من مدرسة في عربين: "نحن 14 امرأة وطفل يعيشون في غرفة بعرض 10 أقدام دون مرحاض ولا مكان للغسل".
وشجعت فترة الراحة القصيرة التى قدمها الامطار يوم الخميس بعض السكان على الخروج من اقبية منازلهم وملاجئهم او شراء الطعام او التحقق من ممتلكاتهم او الاستفسار عن اقاربهم وجيرانهم. وفي بلدة الحمورية، شكلت طابور خارج متجر حيث حاول السكان المتضورون جوعا تخزينها ولكن صاروخا آخر زرع الذعر وأرسل الجميع إلى ملاجئهم. وفي دوما، حاول صبي صغير أن يبيع الولاعات في الشارع، لكن إطالق الصواريخ سرعان ما أجبره على الخداع إلى الوراء.
ورأى مراسل وكالة فرانس برس ان رجال الانقاذ المعروفين باسم "الخوذ البيض" اضطروا الى وقف جهودهم لاستعادة جريح من انقاض منزل انهار عندما استؤنفت الغارات الجوية. وأثار القصف العشوائي والضربات على المرافق الطبية غضبا عالميا، ولكن لم تظهر سوى خيارات قليلة قليلة لوقف إراقة الدماء.
وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان "قتل الاطفال وتدمير المستشفيات - كل ما يرقى الى مجزرة يجب ادانتها ويجب التصدي لها بشكل واضح".
واعربت منظمات الاغاثة عن شعورها بالاحباط اذ بدا العالم عاجزا مرة اخرى عن وقف الصراع الذى اسفر عن مصرع حوالى 350 الف شخص خلال سبع سنوات وتسبب الدمار الذى نادرا ما يشهده منذ الحرب العالمية الثانية. واضافت الوكالة ان المنظمات الانسانية "مرضت انه مهما كان عدد المرات التي اثارت فيها الانذار واتخذت خطوة التحدث ودعا مجلس الامن الى القيام بشيء ما، فان العنف والوحشية ستغرقان الى مستويات جديدة". المنتدى. ويبدو أن محادثات اتفاق بين النظام والجماعات المسلحة التي تسيطر على الغوطة قد توقفت.
وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف خلال مؤتمر صحفى فى بلغراد ان مقاتلين جهاديين فى الغوطة رفضوا صفقة الاخلاء. وقال "قبل ايام قليلة اقترح الجيش في سوريا على المقاتلين انسحابهم سلميا من الغوطة الشرقية مثل اجلاء المقاتلين واسرهم التي نظمت في شرق حلب".
قال رئيس لجنة الدفاع فى مجلس النواب الروسى اليوم الخميس انه تم اختبار اكثر من 200 نوع اخبارى من الاسلحة كجزء من دعم بلاده العسكرى لنظام الرئيس بشار الاسد. وقال "ليس من قبيل الصدفة ان يأتوا إلينا اليوم من اتجاهات كثيرة لشراء اسلحتنا بما فيها دول ليست حلفاءنا