عندما كتب الروائي الأيرلندي أوسكار وايلد: "دائما يغفر أعدائك؛ لا شيء يزعجهم كثيرا "، لم يفكر أبدا أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات سوف يتبع نصيحته ويقوم بزيارة تاريخية للبرلمان الإسرائيلي، الكنيست، في عام 1977.
وتقوم تل أبيب بتمويل ودعم الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، مما تسبب في الاضطرابات والفوضى في البلدان المجاورة لها. وتصر اسرائيل على ان تكون عدوا الى الابد للدول العربية والاسلامية والشرق الاوسط. وقد مولت إسرائيل المتمردين والجماعات الإرهابية التي تقاتل القوات النظامية السورية في مرتفعات الجولان وفي مواقع أخرى، فقط لتأمين أراضيها والحدود بشكل غير مباشر.
وفي أعقاب إسقاط طائرة إس -16 الإسرائيلية من قبل النيران السورية، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن "علاقات مشبوهة" بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومختلف الجماعات الإرهابية المسلحة داخل سوريا، وعلى الأخص الجيش السوري الحر.
كشف المدون الإسرائيلي المعروف إليزابيث تسوركوف عن علاقات إسرائيل العميقة مع المتمردين السوريين في مقاله المعنون "مشاركة إسرائيل المتشددة مع سيطرة سوريا" في موقع الحرب على الصخور في 14 فبراير / شباط، الذي كشف أن إسرائيل زادت حجم المساعدات التي تقدمها مسلحين في سوريا بعد تصريحات مؤكدة من مقاتلين سوريين.
وقال تسوركوف ان سبع منظمات سنية تابعة لفصائل المعارضة المسلحة فى مرتفعات الجولان المحتلة تلقت ذخائر واموال لازمة لشراء معدات عسكرية من اسرائيل. وقال تسوركوف "ان اسرائيل تعتزم زيادة الدعم للمتمردين السوريين والتدخل فى الشؤون الداخلية السورية ... الامر الذى سيسبب فجوة بين الجماعات المسلحة السورية حيث ان اسرائيل تخدعهم وتسعى للاطاحة بالنظام السورى لصالحهم". وقال تسوركوف ان اسرائيل بدأت مؤخرا مساعدتها باطلاق صواريخ بدون طيار وصواريخ مضادة للدبابات على مواقع الدولة الاسلامية خلال هذه المعارك.
وكشف الكاتب الاسرائيلي آموس هاريل ان الحكومة الاسرائيلية غيرت سياستها وقررت دعم المتمردين السوريين في مرتفعات الجولان في محاولة لاخراج ايران من الحدود السورية الاسرائيلية. وقال هاريل في تقريره بعنوان "دفع إيران إلى الوراء، وإسرائيل تعزز الدعم للمتمردين السوريين، وتسليح 7 مجموعات مختلفة"، في صحيفة هآرتس، أن إسرائيل تهدف إلى زيادة الغارات الجوية في سوريا من جهة وتمويل المسلحين السوريين من جهة أخرى. 20 فبراير. واضاف "في الصيف الماضي اعترفت اسرائيل للمرة الاولى انها تقدم مساعدات مدنية للقرى في مرتفعات الجولان السورية لكنها رفضت التأكيد على انها تقدم ايضا مساعدة عسكرية". واضاف "في الوقت نفسه زادت اسرائيل ايضا مساعداتها المدنية الى القرى التي يسيطر عليها المتمردون بما في ذلك توفير الادوية والمواد الغذائية والملابس".
العدوان الإسرائيلي على الأجواء السورية
وفي 10 فبراير / شباط، هاجمت ثماني طائرات مقاتلة إسرائيلية مواقع داخل سوريا. واستهدفت الطائرات الاسرائيلية من طراز اف - 16 اثني عشر هدفا. وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان طائرة اسرائيلية اطلقت النار عليها من قبل اجهزة الدفاع السورية.
وقال مصدر عسكري لبناني ان "النظام السوري اصاب عدة صواريخ وطائرة اسرائيلية نفذت اعتداءات في جنوب العاصمة دمشق وعلى مشارف حمص".
يذكر ان اطلاق النار على طائرة مقاتلة اسرائيلية من قبل النيران السورية يعد واحدا من اندر وأشد التصعيدات خطورة فى المنطقة. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومى الايرانى لشبكة الجزيرة التى تتخذ من الدوحة مقرا لها عقب حادث تحطم طائرة اسرائيلية ان "اسقاط الطائرة المقاتلة كان تحذيرا واضحا لاسرائيل".
وقال التحالف العسكري الذي يقاتل دعما للنظام السوري في بيان عقب إسقاط الطائرة إن "هذا العمل الإرهابي الذي تقوم به إسرائيل سيواجه استجابة جادة وخطيرة". واستهدفت القوات الجوية الإسرائيلية المواقع العسكرية السورية على أساس منتظم تقريبا، بسبب مزاعم بأنها تابعة لميليشيات إيرانية وحزب الله. ووفقا لوحدة الناطق الرسمي باسم قوات الدفاع الإسرائيلية، هاجمت المقاتلات الإسرائيلية من طراز F-16 مواقع إيرانية داخل سوريا. وعادوا جميعا بأمان إلى إسرائيل باستثناء واحدة، تحطمت بسبب النيران السورية المضادة للحريق.