أكد نائب الرئيس العراقي نوري المالكي أن الانتخابات التشريعية المقبلة المقرر إجراؤها في أيار / مايو ستجري كما هو متوقع على الرغم من التحديات التي تواجهها البلاد.
وأكد أنه لا تزال هناك عدة سلطات تحاول التلاعب بمصير البلاد. ومع ذلك، فإن الحكومة العراقية والشعب العراقي ما زالوا قادرين على تحقيق العديد من الخطوات الإيجابية والانتصارات الصغيرة، بما في ذلك هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار المالكي إلى أن العديد من الحكومات الأجنبية تدفع إلى إحداث فوضى داخل العراق، مما يؤدي إلى فشل الدولة وإنهاء تجربتها الديمقراطية والعملية السياسية. واتهم عدة دول بدعم وتمويل داعش. "انتقلت الدولة الإسلامية إلى العراق نتيجة للأزمات السورية. وقد سعت بعض الأنظمة إلى خلق حالة من الفوضى في بلادنا ".
وفي معرض تعليقه على استفتاء كردستان الذي أجري في 25 سبتمبر / أيلول 2017، وصفه المالكي بأنه "غير قانوني" و "معارض للدستور"، وقال المالكي: "أعتقد أن الحل الأكثر واقعية للأزمات جاء من خلال المحكمة الاتحادية العليا في نوفمبر / تشرين الثاني 2017، التي أكدت أن الاستفتاء ليس دستوريا، وبالتالي فإن كل ما يلي يصبح باطلا ".
وأكد أن الحكومة استبعدت أي حلول عسكرية بعد ذلك بسبب رفضها استخدام الأسلحة ضد الشعب العراقي. واضاف "ما زلنا ندعو جميع الاطراف العراقية الى اجراء حوار وطني من اجل ايجاد حلول مناسبة لمشاكلنا".
ووصف المالكي العلاقات المصرية العراقية بأنها "قوية وعميقة"، مؤكدا أن حكومته تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية أكثر خلال الأيام المقبلة. "مصر هي اللاعب الرئيسي في المنطقة، ونحن نتشاطر معهم التاريخ الطويل، والعلاقات والمصالح. ونحن نبحث عن تعزيز علاقاتنا أكثر ونأمل أن يكون لدور مصر دور أكثر فعالية فيما يتعلق بإعادة إعمار بلادنا ".
وعلى مدى ثلاثة أيام حتى يوم الأربعاء 14 فبراير / شباط، اجتمعت عدة دول ومنظمات إنسانية ومانحون في الكويت للمساعدة في إعادة إعمار العراق.
بدأ المؤتمر الدولي الكويتي لاعادة اعمار العراق يوم الاثنين 21 شباط برعاية امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح بمشاركة 70 منظمة انسانية وممثلين عن 1850 شركة عالمية ومسؤولين من 70 بلدا في جميع أنحاء العالم.
وذكرت البيانات الرسمية ان المؤتمر الذى استمر ثلاثة ايام يهدف الى اصلاح الاضرار الناجمة عن الحرب والمنازعات. ويقدر أن هناك حاجة إلى حوالي 100 بليون دولار من التبرعات للعراق لإحياء وإعادة البناء.
شاركت مصر في المؤتمر مع وفد برئاسة مساعد الرئيس للمشاريع الوطنية والاستراتيجية إبراهيم محلب. وقال في تصريحات ل "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" يوم الاثنين إن مشاركة مصر في المركز جاءت من تجارب الدولة المماثلة. وقال محلب "سنقف مع العراق وسنساعده بكل المعرفة والخبرة التي اكتسبناها خلال السنوات الاربع الماضية".
وأضاف أن مشاركة مصر في المركز تعكس دورها الرائد على المستويين العربي والإقليمي والدولي. وأكد محلب أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر توجيهات حول ضرورة الوقوف من قبل العراق من أجل الاستفادة من الخبرة المصرية الرائدة في مجال إعادة الإعمار ومساعدة بغداد على إعادة بناء المناطق التي دمرها الإرهابيون.
وقد تمكن العراق من جمع مليارات الدولارات خلال المؤتمر كتبرعات من حلفائه، وفقا لرويترز. أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستقدم للعراق قرضا بقيمة مليار دولار من خلال الصندوق السعودي للتنمية و 500 مليون دولار من قروض التصدير. كما ذكرت تركيا أنها ستمنح العراق 5 مليارات دولار من خطوط الائتمان.
وتعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم 500 مليون دولار للعراق، في حين تعهدت بريطانيا بتقديم 1 مليار دولار سنويا من قروض التصدير على مدى 10 سنوات.