في ظل الانجازات والنهضة النوعية التي تحققها الرياضة الفلسطينية محلياً ودولياً، وفي ظل الجهد الدؤوب نحو مراكمة كل هذه الانجازات التي تعكس عظمة هذا الشعب المكافح المتحدي للاحتلال وإجراءاته، وفي الوقت الذي تقوم به اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية بالمضي قدماً في تطوير رياضتها وشبابها بعيداًعن كل التجاذبات السياسية، وإيماناً منها بأن العامل الأهم في النهضة الرياضية على مستوى الوطن هو نشر الرياضة وتجسيد ثقافة الممارسة لكل فئات الشعب بجنسيه حيث أن المرأة الشريك الرئيس في كل مجالات الحياة، يصرّ البعض عن جهل أو لمعتقدات خاصة تتنافى وكل اللوائح والمواثيق والقيم الإنسانية والرياضية على إعاقة هذه المسيرة وتشويه الصورة الحضارية، والتي تشكل المرأة والفتاة الفلسطينية جزءاً أصيلا منها وفي صياغتها والحفاظ على وهجها وديمومتها المتألقة وعلى الدوام.
ففي الوقت الذي نحيي فيه نادي خدمات النصيرات على دوره الرياضي والاجتماعي والشبابي والوطني عبر عقود، وكذلك ندعم ونحيي مبادرته بدعوة وإتاحة الفرصة أمام مشاركة المرأة من المخيم في المشاهدة والمتابعة والتفاعل مع الأنشطة الرياضية من خلال حضور مباراة فريقه نادي خدمات النصيرات لكرة القدم يوم أمس، والتي لاقت استحسان واستجابة كبيرة لدى قطاع المرأة الفلسطينية الغزية التي نفاخر بصمودها والتزامها الشامل وإبداعاتها في كل الساحات، فإننا ندين ونشجب إجراءات الأمن غير المسؤولة في المحافظات الجنوبية والتي أغلقت المدرج المخصص للمرأة ورفض السماح للحشد النسوي الكبير من نساء المخيم بحضور المباراة بحجة غريبة ومستغربة ومستنكرة مفادها أن هذا الحضور يمثل خروجا عن عرفنا وديننا الإسلامي!!.
وإذ نؤكد هنا بأن اللجنة الأولمبية تؤمن وتعمل وبشكل حريص على تفعيل دور المرأة عامة والرياضية خاصة ومشاركتها في الوطن والشتات،ومن منطلق الحق الثابت والمصان لها ضمن المنظومة الرياضية لاعبةً ومدربةً وحكماً وإدارياً ومسئولاً أسوة بالرجل، فإننا نجزم كذلك بأن كل القوانين والأنظمة والمواثيق والأعراف الربانية والدولية والإنسانية قد كفلت لها هذا الحق الذي نعتبره وسام شرف على صدورنا أجمعين، ولا يحول دون ذلك سوى جاهل أو مريض بإنسانيته.
وبناءً عليه، فإننا نطالب بالاعتذار للمرأة الفلسطينية ومحاسبة المتسببين في هذا العمل غير الإنساني والمشين، بحق الرياضة والمرأة الفلسطينية حيثما حلت وتواجدت وانتقاصاً من عنفوانها وكرامتها ودورها المشهود له على الدوام وفي كل الميادين، ونحمّل مرتكبيه ما يترتب على ذلك من تبعات.
إننا ماضون في توفير ودعم كل مقومات المشاركة والنجاح والإبداع للمرأة التي نعول عليها كثيراً وننحني تقديرا واحتراما لعطائها حامية لنارنا وحارسة لبقائنا وفي كل المجالات.