بات السويسري روجيه فيدرر على بعد خطوة واحدة من تعزيز رقمه القياسي بإحراز لقبه العشرين في بطولات الغراند سلام، بعد بلوغه الجمعة نهائي بطولة استراليا المفتوحة لكرة المضرب اثر انسحاب منافسه الكوري الجنوبي هيون تشونغ بسبب الاصابة. ويلاقي فيدرر الكرواتي مارين سيليتش السادس الذي سبق له بلوغ النهائي على حساب البريطاني كايل إدموند. وستكون المباراة النهائية المقررة الأحد بين فيدرر وسيليتش، إعادة لنهائي بطولة ويمبلدون الانكليزية العام الماضي، والذي تفوق فيه السويسري وأحرز لقب البطولة الانكليزية للمرة الثامنة (رقم قياسي)، وكان لقبه الـ 19 في الغراند سلام.
والجمعة، تأهل فيدرر (36 عاما) المصنف ثانيا وحامل اللقب بتقدمه على هيون تشونغ (21 عاما) مفاجأة البطولة الاسترالية، بنتيجة 6-1 و5-2، ثم بالانسحاب بسبب الاصابة.
وقال السويسري "انه شعور حلو ومر، من الواضح انني سعيد جدا بالوصول الى النهائي، لكن ليس بهذه الطريقة".
أضاف "أجل، كنت افضل نهاية طبيعية للمباراة، لكن يجب ان اعترف في الوقت ذاته انك تبحث عن أسرع المباريات كلما استطعت. لا يمكنك القيام بأي شيء على اي حال. وبصراحة، انا سعيد لانني في النهائي".
ويأتي بلوغ فيدرر نهائي البطولة الاسترالية، استكمالا لموسم رائع حققه العام الماضي، وبدأه أيضا بلقب كبير في ملبورن بعد غياب أشهر بسبب الاصابة. وأعاد فيدرر خلال العام الماضي الى الأذهان، أفضل مراحل مسيرته الطويلة، وأحرز اللقب في ملبورن 2017 على حساب غريمه الاسباني رافايل نادال، المصنف أول حاليا، في مباراة مثيرة.
وتوج السويسري في الموسم الماضي بسبعة ألقاب بينها لقبان كبيران، وخسر خمس مباريات فقط من أصل 57. وبداية هذا الموسم، أحرز فيدرر لقب كأس هوبمان للمنتخبات المختلطة.
وفي البطولة الاسترالية هذه السنة، لم يخسر فيدرر أي مجموعة بعد، وكان فوزه الجمعة يحمل الرقم 30 في المباريات نصف النهائية للبطولات الكبرى، مقابل 13 خسارة.
وفي جعبة فيدرر خمسة ألقاب في ملبورن، وهو على بعد لقب واحد من الرقم القياسي فيها المسجل باسم الصربي نوفاك ديوكوفيتش والاسترالي روي ايمرسون الذي توج بكل ألقابه قبل بدء تطبيق نظام الاحتراف عام 1968، ما يجعل ديوكوفيتش حامل الرقم القياسي في عصر الاحتراف.
وسيخوض فيدرر النهائي السابع له في ملبورن، علما ان خسارته الوحيدة في مباراة نهائية في استراليا كانت أمام نادال عام 2009.
- أفضلية منذ البداية -
وفي مباراة الجمعة، أقفل سقف ملعب رود ليفر ارينا بسبب الامطار، ما منح فيدرر فرصة اكبر لانه يقدم افضل ما لديه في الصالات المقفلة. وبدأ السويسري المباراة بتركيز عال وضربات خلفية محكمة كعادته ولم يتح المجال لمنافسه لمواصلة مفاجأته، فحسم المجموعة الأولى بسهولة 6-1 علما انه كسر إرسال ثلاث مرات، أولها في الشوط الأول.
وفي الثانية، تقدم فيدرر 5-2 قبل انسحاب الكوري لمعاناته من إصابة في القدم. وطلب تشونغ المصنف 58 عالميا، المعالج الفيزيائي عندما كانت النتيجة 4-1 في المجموعة، ثم اضطر الى اعلان انسحابه بعد شوطين بسبب كرات الماء في قدمه التي حدت من تحركاته في الملعب.
وعلق فيدرر على انسحاب منافسه "اعتقد ان المجموعة الاولى كانت طبيعية جدا، ثم رأيت انه منزعج من الاصابة (كرات الماء في القدم). اعرف انها تسبب الكثير من الآلام"، مضيفا "لا يمكنك معرفة ذلك حتى النهاية، ولذلك فان الكثير من الناس فوجئوا (بانسحابه)".
وكان تشونغ (21 عاما) أول كوري جنوبي يخوض نصف نهائي بطولة كبرى، كما انه اللاعب الأدنى تصنيفا في الدور نصف النهائي لبطولة استراليا منذ الروسي مارات سافين عام 2004 (كان مصنفا 86 عالميا).
ونوه فيدرر بمنافسه الشاب، قائلا "اعتقد انه بالفعل لاعب رائع، لكننا نتحدث عن المستوى الثاني من التميز واعتقد انه سيحقق ذلك. سنرى منه اكثر من ذلك، سيدخل قائمة العشرة الاوائل بالتأكيد، وسنرى الباقي".
وقال الكوري الجنوبي ان انسحابه كان "الخيار الافضل"، لانه "اذا لعبت بشكل سيء فلن يكون ذلك جيدا بالنسبة الى الجمهور والمتابعين".ويلتقي فيدرر في النهائي سيليتش السادس الذي انهى الخميس مغامرة البريطاني إدموند وفاز عليه 6-2 و7-6 (7-4) و6-2. وسبق لسيليتش (29 عاما) وفيدرر ان تنافسا في مراحل مختلفة في البطولات الكبرى. ففي تموز/يوليو الماضي، تفوق فيدرر على الكرواتي العملاق (198 سنتم) في نهائي بطولة ويمبلدون الانكليزية، والذي عانى خلاله سيليتش من الاصابة واستدعى معالجا فيزيائيا وأجهش بالبكار.
وحرم فوز فيدرر في تلك المباراة سيليتش من لقبه الثاني في البطولات الكبرى، بعد ذلك الذي توج به عام 2014 في فلاشينغ ميدوز. وفي تلك البطولة، أقصى سيليتش في نصف النهائي فيدرر نفسه، ليحقق عليه الفوز الوحيد له من أصل تسع مواجهات جمعتهما حتى الآن.
وتشهد ملاعب ملبورن السبت نهائي فردي السيدات بين الرومانية سيمونا هاليب المصنفة أولى والدنماركية كارولاين فوزنياكي الثانية، علما ان كلا اللاعبتين تبحثان عن أول لقب كبير في مسيرتهما الاحترافية.