بدأت اليوم الجمعة 15 ديسمبر بقصر ثقافة القناطر الخيرية، أولى فعاليات المحاضرات الثقافية والفكرية لمواجهة الإرهاب الذي ينظمه فرع ثقافة القليوبية تزامنًا مع انعقاد مؤتمر أدباء مصر خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر الجارى.
حيث أقيمت ندوة بعنوان "ندوة عن التكوين السيكولوجي والاجتماعي والديني للإرهابي حاضر فيها أ. د الشاعر محمد حلمى حامد رئيس قسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية بجامعة بنها، وأدار الندوة الشاعر جواد البابلى.
تناولت محاور الندوة السمات التى يتصف بها الإرهابى وفى مقدمتها التعصب للرأي والفكر ورفض الرأي الآخر بل تكفير الآخرين لمجرد الاختلاف فى الفكر والرأى رغم أن الله عزوجل قد خاطب فى القرآن الكريم الكافرون بقوله بسم الله الرحمن الرحيم " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6). فكان الخطاب الموجه هو يا أيها الكافرون وتبعها بقوله تعالى لكم دينكم ولى دين، أى أنتم أحرار فى دينكم فكل إنسان له الحرية فى اعتناق فكره وعقيدته وديانته، ولم يحدث فى عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن عليه السلام كون جماعة من الشباب ليقوم بعمليات انتحارية ضد الكفار، فدين المسلم قائم بالأساس على التسامح وقبول الاختلاف والآخر دون تكفير أو هدم أسس المجتمع، لأن التسامح أساس الأخلاق وهى ذات سقف أعلى من أى سقف أخر.
وأثير تساؤل فى الندوة عن سبب ظهور وتنمية فكرة محارب لله وللرسول، فهناك ادعاءات بأن الفقر هو منبع ظهور الأفكار الإرهابية ولكن هذه ادعاءات مدحوضة وليس لها أساس من الصحة، فعدم تكافؤ الفرص وليس الفقر هو المغذي الأول للتعصب ولذا فى الأنظمة السياسية التى راعت تطبيق تكافؤ الفرص لم نجد ظهورًا لهذه الأفكار وهو ما حدث فى مصر عندما راعت تطبيق تكافؤ الفرص فظهرت شخصيات أثرت الحياة فى مختلف جوانبها من أمثال على مبارك ومصطفى مشرفة وأم كلثوم وأحمد زويل وغيرهم من العلماء والأدباء والعظماء الذين أنجبتهم مصر فى ظل توافر تكافؤ الفرص.
سمة أخرى فى الإرهابى وهو غياب المرونة، وهذا يعود بالأساس إلى طريقة التعليم فى المجتمع فلابد أن يكون التعليم مشجعًا على الابتكار وليس الحفظ والتلقين ولذا نجد داخل الجماعات الإرهابية مفكرين ولكنهم متقوقعين داخل قالب فكرى معين وداخل مقولات وأحكام سابقة جاهزة لا يخرجون عنها، بعكس المبدع الذي يمتاز بالمرونة الكافية الذى يبحر مع النصوص مستحضراً كل الثقافات.
وقد تبادل المشاركون فى الندوة العديد من النقاشات وأثيرت عدة تساؤلات منها اعتراض البعض على أن الفقر عامل أساسي من عوامل ظهور الإرهاب لأن بوجود الفقر يخلق معه حالة من الرفض لدى الشخص الفقير والذي يجعل منه ناقمًا رافضًا للمجتمع ويريد أن يأخذ ما يراه أنه حق له عبر العنف والجريمة. كذلك المطالبة بضرورة عدم استقاء المعلومات الدينية إلا من أفراد مؤهلين دينياً وعلمياً.
وقد خلص المشاركون بالندوة إلى عدة توصيات أبرزها: - الحث على ضرورة قبول ثقافة الآخر اجتماعيًا، ثقافيًا ودينياً. - إحياء ونشر ثقافة الإبداع فى الحياة من خلال تغيير طريقة التعليم بجعله يحث على الابتكار والتجديد وليس الحفظ والتلقين. - ضرورة التمسك بالأخلاق بشكل عام باعتبارها الأداة الأساسية لمعالجة ما تمر به الأمة. - التأكيد على أهمية دعم وتطبيق تكافؤ الفرص فى مجال العمل وتولى الوظائف فى المجتمع.
وأعقبت الندوة إلقاء شعرى من الشاعر درويش سيد عضو نادى أدب ثقافة القناطر الخيرية لبعض الأبيات الشعرية فى ذات المعنى وفى حب مصر ورفض الأفكار الظلامية وبث الحماس لدى الشعب. وقد شرف الندوة بالحضور أ. أيمن العراقى نائبًا عن رئيس مجلس مدينة القناطر الخيرية وأ. عادل عبد الجواد الخبير التعليمى ومقدم برامج تعليمية بقناة النيل التعليمية.
أقيمت الندوة تحت رعاية وإشراف: القاص والروائى فؤاد مرسى مدير عام فرع ثقافة القليوبية. وأ.إبراهيم الدسوقى مدير قصر ثقافة القناطر الخيرية. ومتابعة وتحرير وتصوير، العلاقات العامة والإعلام بقصر ثقافة القناطر الخيرية. إيمان نوار. وأمنية كارم.