جرثومة المعدة وخطر الإصابة بسرطان المعدة وطرق التشخيص والعلاج
ما مدى إنتشار جرثومة المعدة؟
توجد جرثومة المعدة عند أكثر من نصف سكان العالم، تدخل هذه الجراثيم الجهاز الهضمي وتعيش فيه عدة سنوات قبل أن تسبب القرحات المعدية والاثني عشرية، كما أنها لاتسبب أعراض عند نسبة كبيرة من الأشخاص، أي أنك قد تكون مصاباً بها لكنك لا تعلم ذلك لأنها لا تسبب أي شكل من أشكال المرض عندك.
وفي هذه الحالة ليس هناك حاجة للعلاج، إن الأطباء لا يعلمون بالتحديد ما السبب الأساسي لحدوث الأعراض عند بعض الناس دون حدوثها عند غيرهم، لسنوات عديدة اعتقد الأطباء أن سبب القرحات المعدية هو الأكل الحار والتدخين والشدة النفسية والمسكنات والكورتيزون وغيرهم من العوامل.إلى أن تم اكتشاف جرثومة المعده من قبل الطبيبين الأستراليين باري مارشال (Dr. Barry Marshall) وروبن وارن (Dr. Robin Warren) في عام 1982، حيث تَبين أن هذه الجراثيم هي المسؤولة عن حدوث أغلب حالات القرحة المعدية والاثني عشرية.
كيف يتم الإصابة بجرثومة المعدة ؟
بالنسبة لطرق انتقال الجرثومة فهو يحدث عن طريق الغذاء والماء الملوث بها، أما العدوى من شخص لآخر فهي تتم عبر اللعاب أو إفرازات الشخص المصاب مثل الإقياء أو البراز، أو حتى عن طريق الأواني والأدوات المستخدمة من قبل هذا الشخص إذا لم يتم غسلها بشكل جيد.أو لم يقم بالحفاظ على نظافة يديه خاصة بعد التبرز، ويرجع سبب ذلك إلى أن جرثومة المعده لها القدرة على العيش خارج جسم الإنسان لعدة ساعات مما قد يكون كافياً لنقل العدوى لشخص سليم.
ماهي العوامل التي تساعد على الإصابة بجرثومة المعدة؟
1. العمر: حدوث العدوى بهذه الجرثومة أكثر ما يحدث عند الأطفال بسبب قلة الاهتمام بالنظافة في هذا العمر، بالإضافة لتناول الطعام من عدة مصادر منها ما يكون ملوثاً، علماً أن العدوى قد تحدث أيضاً عند البالغين.
2. العيش في مناطق مزدحمة: يزداد خطر الإصابة بجرثومة المعدة إذا كنت تعيش في مكان مزدحم، أو كجزء من عائلة كبيرة.
3. عدم وجود مصدر مياه نظيفة: باعتبار المياه الملوثة تشكل إحدى طرق العدوى بجرثومة المعده فإن تأمين مصدر مياه نظيفة يقلل من خطر الإصابة بهذه الجرثومة.
4. العيش في البلدان النامية: مثل إفريقيا ومناطق من آسيا، حيث أن الازدحام الشديد ونقص النظافة العامة والشخصية، و الغذاء والماء الملوثين، كلها تعد عوامل خطر للإصابة بجرثومة المعدة.
العيش مع شخص مصاب بجرثومة المعدة: هذا يرفع خطر إصابتك بها، لكن اتباع سبل النظافة الشخصية والعامة وغسل اليدين بشكل جيد يحميك من الإصابة.
ماهى أهم أعراض الإصابة بجرثومة المعدة؟
كما ذكرنا أغلب الأشخاص المصابين بعدوى جرثومة المعدة لا تظهر لديهم أية أعراض، وقد يكون السبب هو أن لديهم مقاومة أقوى تجاه الآثار الضارة التي تسببها هذه الجرثومة، أما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أعراض المرض، فيُلاحظ عندهم ما يلي:
1. حرقان في المعدة في الجزء العلوي من البطن، يحدث عادةً بعد تناول الطعام بحوالي ساعة تقريباً في القرحة المعدية وبعد حوالي ساعتين لثلاث ساعات في حال قرحة الاثني عشر، وقد يوقظ الألم المريض من النوم، وهذا يحدث بنسبة (50-80)% عند المصابين بقرحة الاثني عشر بينما فقط نسبة (30-40)% من المصابين بالقرحة المعدية يوقظهم الألم ليلاً، قد يستمر الألم لدقائق أو ساعات، ويتحسن بتناول الطعام أو تناول دواء مضاد للحموضة.
2. عسر هضم والإحساس بانتفاخ في المعدة.
3. غثيان وقئ.
4. التجشؤ المستمر.
5.نقص الوزن، وفقدان الشهية للطعام.
6. حموضة المعدة العالية وغير المعالجة بمضادات الحموضة قد تسبب تخرب الجدار العضلي بين المعدة والمري مما يعرض الجزء السفلي من المري للحموضة العالية مؤدياً لالتهابه، وهذا قد يسبب إحساساً بالحرقة أعلى المعدة، وأحياناً الم صدرياً.
7. يمكن أن تنزف القرحات؛ مما يزيد من شدة الأعراض ويكون ضاراً بصحتك، لذلك يجب عليك أن تستشير الطبيب المختص بشكل فوري عند إصابتك بأحد الأعراض التالية:
قيء يحوي خطوطاً أو بقعاً من الدم، أو ذو لونٍ بني شبيه بلون القهوة، فهذا يدل على وجود نزيف غزير في المعدة تحول للّون البني تحت تأثير الحموضة المعدية.
براز بلون أحمر غامق أو أسود.
ألم حاد وشديد جداً يحدث بشكل مفاجئ ويمنع المريض من الحركة يبدأ من الجزء العلوي من البطن، وفي حال عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة يمتد لكامل البطن مسبباً قساوةً شديدةً فيه (تخشب البطن)، وهو ينجم عن تخرب أرضية القرحة بالكامل وحدوث انثقاب بالمعدة وخروج محتوياتها الحامضة إلى الأعضاء المحيطة بها؛ مما يسبب التهابها بعد فترة في حال لم يتم إجراء التدخل الطبي السريع، وهي حالة خطرة جداً؛ لذلك لا تتردد أبداً بالذهاب إلى المستشفى في حال أُصبت بألمٍ طاعنٍ في المعدة أشد مما كنت قد اعتدت عليه سابقاً.
الدوخة والدوار.
التعب الشديد والمستمر دون سبب واضح.
شحوب لون الجلد، تلاحظه بشكل خاص في اليدين وفي الجزء الداخلي من الجفن السفلي.
صعوبة التنفس (ضيق نفس).
الأعراض الأربعة الأخيرة تدل على وجود فقر دم لدى المريض ينجم عن الضياع الدموي من القرحة النازفة.
تطورالأعراض الدالة على وجود سرطان في المعدة....
جرثومة المعدة تزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة، ولا توجد أعراض مميزة لسرطان المعدة لكن قد يعاني المريض من الأعراض التالية:
ألم مبهم مستمر في المعدة، أو ألم حارق أعلى المعدة.
انتفاخ وإحساس شبع حتى بتناول كميات قليلة من الطعام.
غثيان وإقياء، والقيء قد يكون طبيعياً أو دموياً.
فقدان الشهية وخسارة الوزن.
الطريقة الوحيدة لتشخيص هذه الحالة هي بزيارة الطبيب وإجراء الاختبارات المناسبة.
كيف يتم تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة؟
1- تحليل الدم : يفيد تحليل الدم في البحث عن الأجسام المضادة حيث أن إيجابية هذه الأجسام المضادة في الدم تعني أنك مصاب أو أنّك قد كنت مصاباً في السابق بجرثومة المعدة.
لذلك هذا غير كافٍ للتشخيص، قد يكشف فحص الدم أيضاً وجود فقر دم ناجم عن حدوث نزيف في الجسم (غالباً من القرحة في حال غياب الحالات الطبية الأخرى).
2- اختبار التنفس (Urea Breath Test) : يتم إجراء هذا الاختبار للكشف عن وجود الملوية البوابية في المعدة، أو للكشف عن فعالية العلاج بالمضادات الحيوية والذي يتمثل بتحول الاختبار إلى سلبي (أي عدم وجود الجرثومة في المعدة).
3- فحص البراز: قد يُلاحظ أحياناً وجود دم خفي في البراز لا يُرى بالعين المجردة إنما يُكشف فقط باستخدام المجهر، وهو ما قد يكون دليلاً على وجود قرحة نازفة أو سرطان معدة نازف.
4- منظار علوى للجهاز الهضمى: يسمح برؤية مخاطية المعدة وملاحظة وجود أي تبدل التهابي أو تقرحي فيها، كما تمكن من أخذ خزعة(أي عينة صغيرة من النسيج) يتم فحصها للكشف عن وجود الجرثومة، كما أنها تساعد لدراسة أشكال الخلايا وانقساماتها لتحديد وجود سرطان ام لا
5- اشعة الباريوم على المعدة والمرئ : فبعد تناول المريض سائلاً يحوي مادة الباريوم يقوم الطبيب بإجراء صور شعاعية بسيطة للسبيل الهضمي العلوي (أي المري و المعدة و الاثني عشر)، يلون الباريوم الحواف الداخلية لهذه الأعضاء ويجعلها تظهر بشكل واضح على الصورة.
6- الاشعة المقطعية على البطن.
كيف يتم علاج جرثومة المعدة؟
1- العلاج بالمضادات الحيوية: هذه الأدوية مسؤولة عن القضاء على الجراثيم، يُستعمل عادةً نوعان مختلفان من المضادات الحيوية سويةً؛ وذلك لتقليل قدرة الجراثيم على تشكيل مقاومة ضد نوع معين من الأدوية. ومن المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج جرثومة المعدة: (Amoxicillin)، (Clarithromycin)، (Tetracycline)، (Metronidazole)، (Tinidazole).
2- العلاج بمضادات الحموضة المعدية: تخفف حموضة المعدة وبالتالي تنقص الأذية المحدثة من قبل الحمض على مخاطية المعدة، ويوجد نوعان من هذه الأدوية يختلفان عن بعضهما بآلية التأثير، وهما:
مثبطات مضخة البروتون (Proton Pump Inhibitors-PPI): البروتون (أو ما نسميه شاردة الهيدروجين H+) هو المسؤول عن حموضة المعدة، هذه المضخات هي أقنية موجودة على سطح الخلايا المعدية تقوم بضخ وإخراج كميات كبيرة من البروتونات إلى جوف المعدة التي بدورها ترتبط بالكلور لِيَنتُج مركب حمض كلور الماء (HCL) وهو يمثل حمض المعدة، تحاصر أدوية الPPI الأقنية السابقة وتمنع خروج شوارد الهيدروجين خافضةً بذلك حموضة المعدة، من هذه الأدوية: (Omeprazole)، (Lansoprazole)، (Esomeprazole)، (Pantoprazole).
3- العلاج بالبزموث (Bismuth Subsalicylate): هو دواء يُستخدم لعلاج عسر الهضم والإسهال والقرحات المعدية، حيث تبين أنه يمنع تكاثر جراثيم المعدة دون أن يقتلها، بالإضافة لتأثيره المضاد للحموضة؛ لذلك يقوم الأطباء في الكثير من الأحيان بوصف هذا الدواء بالمشاركة مع الأدوية سابقة الذكر لعلاج القرحة المعدية المترافقة بوجود جرثومة المعده.
يستمر العلاج عادةً من 1-2 أسبوع. ويكرر التحليل الخاص بالجرثومه بعد ثلاثة اشهر للتاكد من اختفاء الجرثومه.
ماهي طرق الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة؟
1.غسل اليدين جيداً بعد استخدام الحمّام، وقبل تحضير الطعام أو تناوله.
2.تجنب تناول الطعام الملوث أو شرب الماء غير النظيف.
3.تناول الطعام المطبوخ جيداً، حيث أن الحرارة العالية تساعد على قتل الجراثيم الملوثة للغذاء في حال وجودها.
4.الشدة النفسية والتدخين والكحول والطعام الحار لا يمكن أن تسبب وحدها القرحة المعدية، لكنها تؤخر الشفاء وقد تزيد الألم؛ لذلك إن تجنبها أو محاولة إيقافها يخفف أعراض القرحة ويساعد على الشفاء المبكر.
ما هى الأغذية التي يجب تجنبها عند الإصابة بجرثومة المعدة ؟
الطعام الحار أو كثير التوابل؛ لأنه قد يخرش مخاطية المعدة.
الطعام الحاوي على كميات كبيرة من الدسم؛ لأنه صعب الهضم.
الطعام الحاوي على نسب عالية من السكر؛ لأنه قد يكون ثقيلاً على المعدة وصعب الهضم بالنسبة لمعدة مصابة بالتهاب أو قرحة.
القهوة والشوكولا: تزيد من حموضة المعدة.
الأغذية الحامضة كالليمون والبرتقال، الطماطم، الخل: تزيد حموضة المعدة.
الكحول: تناول الكحول بكميات كبيرة له دور في حدوث التهاب المعدة، كما أنه يرخي العضلة التي تفصل المعدة عن الجزء السفلي من المري (المعصرة المريئية السفلية) مما يعرض المري لحموضة المعدة ويؤدي لالتهابه.
الحليب: للحليب تأثير مضاعف على القرحات المعدية، بعد تناوله مباشرة قد تشعر بتحسن خفيف وذلك لأنالحليب يغطي مخاطية المعدة ويحميها من الحمض، لكن سرعان ما يعود الألم للظهور؛ لأن الحليب ذا تفاعلٍ حمضي خفيف وبالتالي يزيد الإفراز الحمضي للمعدة.
ماهي علاقة جرثومة المعدة بحدوث السرطان؟
في عام 1994، تم تصنيف الملوية البوابية (جرثومة المعدة) كعاملٍ مؤهبٍ للسرطان من قبل منظمة الحة العالمية(WHO: World Health Organization). يمكن لهذه الجرثومة أن تسبب التهاباً مزمناً في مخاطية المعدة، الذي يؤدي بشكل تدريجي لضمور مخاطية المعدة وحدوث الحؤول (Metaplasia) (وهو تحول خلايا المعدة لأشكال شاذة غير طبيعية)؛ مما يؤهب بدوره للإصابة بسرطان المعدة.
حيث تبين أن 33% من حالات سرطان المعدة في إنكلترا مرتبطة بشكل مباشر بالإصابة بهذه الجرثومة، يعتقد الباحثون أن السبب في ذلك قد يكون متعلقاً بوجود عدة أنواع من جرثومة الملوية البوابية، وكل منها مختلف بقدرته على إحداث المرض والسرطان.